توقع كريستوفر هيرست، الرئيس التنفيذي لشركة بلاديوم الاستشارية زيادة عدد سكان العالم بحلول عام 2050 قرابة ملياري شخص، وهو ما يتطلب نموا يقارب 60 % في الإنتاج الزراعي لتلبية طلب الغذاء المتزايد»، مضيفا «أن إحداث تغيير جوهري يتطلب ابتكار حلول لتحديات الغذاء المستدام والمتصاعد».

جاء ذلك خلال انعقاد مبادرة مستقبل الاستثمار «دافوس الصحراء»، بحضور 6 آلاف مشارك من قادة الأعمال وصناع القرار، ذوي الأدوار المركزية في الاستثمار والإبداع عالمياً، الذي انطلق في الرياض.

مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية

شهد اليوم الأول نقاشات حيوية عن الأساليب التي تستخدمها الحكومات، والتقنيات الزراعية، ونماذج الاستثمارات والأعمال لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وركزت فرقة عمليات الغذاء في المنتدى، والتي نظمتها شركة بلاديوم التي تركز على إحداث تغيير إيجابي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وأدارها كريستوفر هيرست، وألونزو فولقهام، عضو مجلس إدارة الشركة، على فهم الحلول الممكنة والمستدامة لإطعام أجيال المستقبل. وتمحورت أحد محاور الجلسة حول التكنولوجيا المبتكرة، والتي تبدأ باستخدام الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى الروبوتات لجعل الزراعة «أكثر ذكاءً».

مساهمة التكنولوجيا

يمكن للتكنولوجيا هنا أن تساعد في معالجة بعض التحديات التي تواجه الزراعة التقليدية، بما في ذلك إيجاد سبل لاستخدام موارد طبيعية أقل، وخفض انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون، مع المساعدة في الوقت نفسه على تلبية الحاجة إلى زيادة كميات الإنتاج الزراعي، وتطرق الخبراء إلى مناقشة دور المستهلكين في الحد من هدر الغذاء وتغيير العادات الغذائية السائدة، لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء، مع عدم الإضرار بالتغير المناخي.

تأثيرات مناخية

أشار المتحدثون إلى أن تربية الماشية، تستهلك موارد ضخمة، وتنتج سعرات حرارية ومغذيات أقل بكثير مقارنة بالنباتات، فعلى سبيل المثال، إنتاج جرام واحد من بروتين لحوم البقر يتطلب استخدام 20 ضعفاً من الأراضي، وانبعث 20 ضعفاً من الغازات لكل جرام من البروتين الصالح للأكل من البروتينات النباتية الشائعة الناتجة مثل الفاصولياء والبازلاء، ولذلك يعد تغيير العادات الغذائية بعيدًا عن اللحوم والألبان خطوة أساسية في مواجهة التحديات التي نواجهها، وناقش المحاورون أيضا، التوازن المطلوب بين إنتاج الأغذية محلياً، والتجارة العالمية في ضمان الأمن الغذائي، حيث إنه على الرغم من الحصول على منتج بسعر أرخص في بلد ما لاستهلاكه في بلد آخر، فإن اختلال التجارة يمكنه أن يؤدي إلى اختلال وصدمات سعرية، ويهدد سبل عيش صغار المزارعين في البلدان المستوردة. وخلص جميع المتحدثين إلى التوافق أنه ليس هناك من حلول سهلة لتلك المشاكل، وإن الإجابة معقدة شأنها شأن التحديات، وستتطلب مواجهتها تكثيف الجهود من قبل قطاع الأعمال والحكومات، والمستهلكين، والمستثمرين للعمل معا لإيجاد حلول مبتكرة.