كتب مدير جامعة القصيم الدكتور عبدالرحمن الداود وفقه الله، تغريدة تتضمن سعادته بافتتاح جناح الجامعة الأكاديمي داخل سجن أمن الدولة «المباحث العامة» في القصيم، والذي سيمكّن النزلاء من الالتحاق بالبرامج الدراسية الانتظامية.

والحقيقة أن جامعة القصيم بجهود مديرها تقدمت تقدماً ملحوظاً خصوصاً في ملف الوعي الفكري، والتحصين العقدي، وهذه طبيعة الأشياء إما تقدُم وإما تأخُر، قال تعالى (لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر) فلا توقف، بل إما تقدم للأمام، وإما رجوع للخلف، وجامعة القصيم لم تتأخر قط، وإنما هي في تقدم مستمر كما هو ملاحظ للراصد والمتابع.

والمناشط التي تقوم بها جامعة القصيم ممثلة في وحدة الوعي الفكري، مناشط نوعية وعميقة ومفيدة، فالمؤتمرات التي أقامتها كمؤتمر «الصحوة المفهوم والإشكالات»، لا نظير له، وغير مسبوق، وكان لعمق المحتوى والحوارات التي تمت من خلاله الأثر الإيجابي المحمود، كما أن الملتقيات الحوارية الفكرية التي أقامتها الجامعة، ودعت لها جميع الجامعات وبعض المسؤولين في أمن الدولة، كانت مفيدة وثرية.

وقبل أيام أخبرني مدير الوعي الفكري في الجامعة د خالد أبا الخيل أن مدير الجامعة عرض عليهم فكرة برنامج استضافة عدد من كبار العلماء الراسخين، لإيجاد مناخ حواري بين الطلاب وبين العلماء، لما في ذلك من نواتج إيجابية لأمن الوطن، وتحصين عقدي وفكري ضد الشبهات الضالة، التي تقذف بها جهات معادية للمملكة من خلال وسائل التواصل التقنية الحديثة.

ولا ريب أن لأساتذة الجامعة في منطقة القصيم لاسيما أساتذة الشريعة والدراسات الإسلامية أعظم الأثر في إنجاح البرامج التوعوية، فهم المشاركون في الندوات والمحاضرات التي تنظمها وحدة الوعي الفكري. وقد شاركوا في إضافة مواد مقررة من خلال الأقسام العلمية، تعزز الانتماء الوطني، وتكشف الشبهات الضالة. وهذا يدل كما قلت على أن جهود جامعة القصيم في هذا المجال نوعية وعميقة وذات أثر فاعل، وليست لمجرد فلاشات إعلامية، وهذا يُحمَد للجامعة. وبعد أشهر ستقيم الجامعة مؤتمراً بعنوان (جهود المملكة في ترسيخ قيم الاعتدال والتعايش - المفاهيم والممارسات). فالجامعة لديها رسالة سامية، وهدف نبيل، نسأل الله للقائمين عليها التوفيق.

أقول هذا: وأنا قريب من الجامعة وشاركت في بعض مؤتمراتها ولقاءاتها، ورأيت جهودها في سجن مباحث أمن الدولة بالقصيم بصفتي عضوا في المناصحة، أقابل الموقوفين وأناقشهم في قضايا عقدية. ولا ريب أن الوطن واحد، يسرني تميز أي منطقة في هذا الوطن الغالي، وكل منطقة أعتبرها منطقتي، يسرني ما يسرها.

وإذا كان يقال للمسيء أسأت، فيجب أن يقال للمحسن أحسنت، لقد أحسنت جامعة القصيم، فشكرا لمديرها وزملائه في الجامعة، وإلى مزيدٍ من التميز فيما يحقق مصلحة الدين والوطن.