ظهر تطبيق (السناب) بسبتمبر 2011 أي حوالي السنوات الـ8، وأصبح من التطبيقات العالمية الأكثر تداولا، حتى وصلت عروض الاستحواذ على التطبيق إلى 4 مليارات دولار بحلول عام 2013، وقد بلغ الطرح الأولي «وول ستريت» في 2017 ما قيمته 24 مليار دولار، وبعد وصول سهمها لـ27 دولارا في مارس 2017، فقد استمر بالهبوط حتى نزل إلى أرقام قياسية بعام 2018 حتى حقق أدنى مستوى له على الإطلاق مستقرا عند 4،99 دولارات قبل تحسن أرقامها الطفيف في بداية عام 2019 مع تمنياتي القلبية بالإفلاس لهذا البرنامج قريبا.

بعد مطالبة الشاعر الأنيق الأمير خالد الفيصل البحث عن ترجمة عربية لكلمة «سناب شات» أطلق أحد اللغويين العرب مفردة (سنبتة) محاولا تعريب اسم التطبيق الشهير، فأصبح الرجل (سنبت) والمرأة (سنبوتة) والجمهور (مسنبت) على حسب تعريب أخينا اللغوي، وبعيدا عن صراع الأسماء فالسنبتة غلاف لمضمون فارغ للأسف، حيث عرف (بعض) (السنابتة) أو مشاهير (الغفلة) بسطحية طرحهم، واشتهر (البعض) منهم بـ(الاستخفاف) بالعقول والتمرقع والتغنج بعيدا عن المنطق والأدب.

للأسف يتبع أولئك (السنابتة) الجهابذة جيش جرار من (المسنبتين) المستغفلين، وبراوية أخرى (قطيع السنبتة)، وإذا أردت أن تصفهم باللغة العامية فهم (الفاغرون)، وهي جمع لكلمة فاغر (وهو مصطلح جنوبي وشرح عميق لمصطلح الفهلوة وضحية الاستغفال)، تقوم (السنبوتة) بتصوير حياتها ليلاً نهاراً، والتصرف بطريقة سينمائية ولا يعلم أولئك (الفاغرات) أن جميع تلك المسرحيات (مدفوعة الثمن)، أما أبو الشباب (المغفل) فهو يقضي معظم وقته بمتابعة (السنبوت) الذي يسافر مجانا مع الشركات، ويعيش لحظاته مستمتعا، لكي يوقعك في مطب لاحق ويقبض ثمن إعلانه مقدما ومن بعدي الطوفان، يورطونك بالاستثمار بتركيا وبشراء الأراضي حتى بالمحيط المتجمد الشمالي (قطعة متجمدة على شارعين)، وينصحونك بعيادات أسنان وذلك لحصولهم على (ابتسامة هوليود) مجانية، ولو وجدت السنبتة بالسبعينات لوجدنا المشاهير يطمحون للحصول على (سن) من الذهب أو (رشرش) يسر الناظرين.

مؤخرا طغت السنبتة على جميع المجالات، وتصدرت طبيا حتى أصبح (المتردية) و(النطيحة) يقدمون لنا النصائح والدعايات للأجهزة الطبية، ولو استطاعوا لروجوا (لبيع الأعضاء)، ولتجد أحد السنابتة (يتصور) مع كلية للبيع، أو قلب للإيجار المنتهي بالتمليك، وغيرها من الشطحات الدعائية والفتاوى الاجتماعية. وأعجبني ما قرأته أنه قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كان (المجنون) معروفا فقط بين أهله، ولكن بعد ظهور (السنبتة) وأخواتها أصبح (الخبل) منفلتا كالثور الهائج، ينطحك يمنة ويسرة (يسنبت) ويغرد ويحلل اقتصاديا وسياسيا و(كرويا).

ومن الأشياء المضحكة بالـ(السنبتة) أن بعض المسؤولين أصبحوا يدفعون الملايين لأولئك (السنبتيين)، لتغطية مواسم معينة والدعاية لها، ويجب أن يعرف الجميع أن (السنبتيين) براويز من ورق لا تتعدى شهرتهم بضعة أعوام بالكثير، وأن الإنجاز الحقيقي له بـ(الاستدامة)، وتحقيق الأثر الطويل كما حققه غازي القصيبي كمثقف وروائي، وماجد عبدالله كرياضي، وطلال مداح كمطرب، بعيدا عن برنامج السنبتة أو (الهلفتة) كما أسماها كاتب المقال، رضي الله عنه وعن قرائه وعن المسلمين كافة.