يقول موقع brookings إن الوضع في شمال شرقي سورية لا يزال في تحوّل، ولكن يبدو أن القوى العسكرية القوية قد عملت على الأقل تسوية مؤقتة، فيما يخص حجم وموقع المنطقة العازلة التي تسيطر عليها تركيا، عبر اتفاقية باركتها إدارة ترمب.

المصالح الأميركية

ألقت قوات سورية الديموقراطية من جانبها بالكثير في النظام السوري وداعميه الإيرانيين والروس، منهية أو مقللة بذلك على الأقل من الحكم الذاتي، الذي تمتعوا به لسنوات، ويرى الكاتب والمحلل في موقع brookings دانيال بيمان أن الوضع الجديد يقضي على المنطقة، وذو عواقب عميقة محتملة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، ولكن رحيل واشنطن يساعد إيران وداعش، ويضر بإسرائيل والدول الحليفة في المنطقة.

صراع مستمر

وفصل الكاتب والمحلل دنيال بيمان التداعيات المحتملة على قرارات الرئيس الأميركي بالانسحاب من سورية بعدة نقاط أجملها، يمكن حدوثها خلال الفترة المقبلة، النظام السوري كان يعزز السلطة قبل الغزو التركي، بالرغم من أن أرجاء كبيرة من الدولة ظلت ولا تزال خارج السلطة الكاملة، ولكن إنشاء منطقة عازلة يشير إلى أن تركيا ستبقى في الأراضي السورية لسنوات مقبلة، وأن هذا الحضور سيكون مصدر قلق دائم بالنسبة للحكومة السورية.

رجوع هامشي لداعش

الإفراج المحتمل للسجناء، والأهم من ذلك تخفيف ضغط قوات سورية الديموقراطية، يعطي داعش قدرة أكثر وحرية في التنقل، ما يجعله قد يجد المزيد من الحلفاء المحليين، وسيستغل أي تخفيف للضغوط، ولكن لا يزال داعش ضعيفا، نتيجة للضغط العراقي القوي عليه، بينما لا تزال تملك كل من: سورية وتركيا وروسيا أسبابها الخاصة للهجوم على التنظيم، رحيل الولايات المتحدة المفاجئ والتخلي عن قوات سورية الديموقراطية، والفشل في تنسيق الانسحاب مع المملكة المتحدة أو فرنسا أو الحلفاء الإقليميين مثل إسرائيل، يعد ازدراء للشركاء التقليديين وسوف يقلل من ثقتهم في ضمانات الأمن الأميركية، وسيكونون أقل ترجيحا في استشارة واشنطن قبل القيام بأي شيء، أو عقد شراكة معها.

روسيا الوسيطة

بالرغم من أن روسيا ليست محبوبة من قبل العديد من حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، فإنها محترمة بسبب عملها الحاسم وخدمة حليفتها السورية، لقد ساعدت روسيا في التوسط في العلاقات السورية التركية في شمال شرقي سورية، وبالتالي تفرض نفسها كقوة.

ويرى الكاتب أن الضوء الأخضر الأميركي الواضح الذي منحته لتركيا قد يمثل الأسوأ لكلا العالمين، بعد ما مكنت تركيا بالتصرف بطرق مصيرية بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت تثير غضب أنقرة.

المخرجات السلبية لانسحاب واشنطن من سورية

- إنشاء منطقة عازلة يزيد الصراع داخل سورية

- تخفيف ضغط «قسد» يعطي داعش عودة هامشية

- التخلي الأميركي المفاجئ عن الحلفاء يقلل الثقة في ضماناتها

- روسيا تفرض نفسها كقوة وسيطة محترمة أمام حلفاء واشنطن

- الضوء الأخضر الأميركي لتركيا قد يمثل الأسوأ لكلا العالمين