في الوقت الذي أعلن فيه عن مقتل جندي عراقي وإصابة 5 آخرين بجروح في عملية إرهابية شمال بغداد، احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في مناطق متفرقة من العراق، أمس، لليوم الثامن على التوالي لتأكيد مطالبهم بإسقاط الحكومة وحل البرلمان وتعديل بنود في الدستور العراقي، في الوقت الذي رفض فيه المرجع علي السيستاني التدخل من أي طرف إقليمي أو دولي ومحاولة فرض رأيه على المتظاهرين، وتوافد منذ الليلة الماضية وحتى الآن آلاف من المتظاهرين لينضموا إلى ساحات التظاهر والاعتصام في ساحة التحرير ببغداد وفي الساحات الأخرى في عدد من المحافظات في مشهد غير مسبوق في العراق حاملين فقط أعلام العراق ويهتفون بشعار واحد هو إسقاط الحكومة العراقية الحالية وحل البرلمان وتعديل فقرات في الدستور العراقي.

رفض التدخل

أعلن المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني، أمس، رفضه أن يقوم "طرف إقليمي أو دولي" بـ"فرض رأيه" على المتظاهرين في العراق، وذلك في رد غير مباشر على المرشد الأعلى الإيراني، الذي وصف التظاهرات الجارية في العراق ولبنان بـ"الشغب والفوضى"، معتبراً أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم بإثارة الفوضى أكثر من أي وقت مضى.

تدخل سليماني

وذكرت مصادر في وقت سابق أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تدخل ليطلب من العامري وزعماء ميليشياته استمرار دعم عبدالمهدي، وذلك خلال اجتماع سري عقد في بغداد، الأربعاء الماضي، وذلك عقب مطالبة زعيم التيار الصدري هذا الأسبوع رئيس الحكومة بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، وحثه منافسه السياسي هادي العامري على المساعدة بالإطاحة بعبدالمهدي من منصبه.

التغيير للشعب

وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله السيد أحمد الصافي في كربلاء، إن التغيير "موكول إلى اختيار الشعب العراقي وليس لأي شخص أو مجموعة أو جهة بتوجه معين، أو أي طرف إقليمي أو دولي أن يصادر إرادة العراقيين في ذلك ويفرض رأيه عليهم". كما لمّح السيستاني إلى مساعي مقتدى الصدر والقيادي هادي العامري الذي أشارت مصادر إلى أنهما عدلا عن رأيهما المطالب باستقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي تماشياً مع الرغبة الإيرانية، داعياً السلطات أيضاً إلى عدم الزج بالقوات القتالية بأي من عناوينها ضد المتظاهرين، و"عدم السماح بانزلاق البلد إلى مهاوي الاقتتال الداخلي".

اختراق الجماجم

على صعيد آخر، قالت منظّمة العفو الدوليّة إنّ خمسة متظاهرين قُتِلوا في بغداد، الخميس، بقنابل مسيلة للدّموع "اخترقت جماجمهم"، داعيةً العراق إلى إيقاف استخدام هذا النوع "غير المسبوق" من القنابل التي يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تُستخدم بالعادة.

قنابل للقتل

وهذه القنابل المصنوعة ببلغاريا وصربيا هي من "نوع غير مسبوق" و"تهدف إلى قتل وليس إلى تفريق" المتظاهرين، فيما تُظهر مقاطع فيديو صوّرها ناشطون، رجالاً ممدّدين أرضا وقد اخترقت قنابل جماجمهم، في وقت كان دخان ينبعث من أنوفهم وعيونهم ورؤوسهم، كما تُظهر صوَر أشعّة طبّية قالت منظمة العفو إنها تأكّدت منها، قنابل اخترقت بالكامل جماجم أولئك المتظاهرين القتلى. وتزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي عادةً ما تستخدمها الشرطة بأنحاء العالم ما بين 25 و50 جراما، بحسب منظمة العفو، لكن تلك التي استُخدمت ببغداد "تزن من 220 إلى 250 جراما" وتكون قوتها "أكبر بعشر مرات" عندما يتم إطلاقها.

تعرف على قنابل تخترق الجماجم

- قنابل مصنوعة ببلغاريا وصربيا

- تهدف إلى قتل وليس إلى تفريق المتظاهرين

- تخترق بالكامل جماجم المتظاهرين

- تزن القنبلة 220 جراما مقابل 25 للعادية