حينما لا تربطك بمن ترغب الكتابة عنه أي علاقة، فضلاً عن صداقة، ناهيك عن مصلحة، وإنما دافعك الموضوعية وهدفك الوطنية، فإنك تنطلق في مقالك بلا حرج.

وليس من عادتي ذكر الأسماء إلا نادرا، وبما تقتضيه الظروف والمصلحة العامة، ففي النقد منهج نبوي: «ما بال أقوام»، وأما في المدح فيجوز التعيين «إذا أمنت الفتنة».

ولا يخلو التمادح والثناء على الناس من فوائد، ففيه استنهاض للهمم، وتذكير بحق الله بالحمد والشكر، ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: «تلك عاجل بشرى المؤمن».

وقد كتبت هنا قبل أيام عن «موسم الرياض» وقبله عن «السياحة والترفيه» وقبله «شرطة الآداب» وقبله «الترفيه بين الانغلاق والانزلاق»، وفي جميع الحالات غايتنا المصلحة العامة.

واليوم، حديثي عن «أبي ناصر» الذي لم ألتقِه في حياتي، وإنما شاهدت -كغيري- إنجازاته بالأمس في الرياضة، واليوم في الترفيه.

وليس هو كاملا، فالكمال لله وحده، وليس معصوما فالعصمة للنبي لا سواه، ولكنه «حالة وطنية إدارية شعبية» تستحق الاحترام والدراسة في التفريق بين «نشيط متواصل متفاعل» مع الناس، وبين «كسول غائب متجاهل» لمطالبهم ونداءاتهم.

ويكفينا أننا تحولنا من بلد يرحل أهله لحضور الفعاليات، ويصدّر السُيّاح، إلى صانع للمواسم ومستقبل للزوار، وهذه مصلحة وطنية للترفيه والتوظيف والاقتصاد والقوة السياسية الناعمة، وكل ذلك بلا خمور ولا دعارة ولا شواذ ولا استقبال للصهاينة، كمن يزايد علينا.