ذكر موقع brookings إن العديد من الأميركيين، بما في ذلك القادة الذين في العادة لا يكونون ناقدين للرئيس، قلقون من أن انسحاب الولايات المتحدة سيعطي داعش فرصةً للظهور مرة أخرى، ومن بينهم وزير الدفاع الأميركي الأسبق جيمس ماتيس الذي حذر بالقول «إذا لم نستمر في ممارسة الضغط، فإن داعش ستظهر من جديد».

العودة ليست مرجحة

ويرى الباحث في معهد brookings دانيال بيمان أن داعش قد تحقق انتصارات متواضعة مع مغادرة الولايات المتحدة ولكن كما كشفت غارة البغدادي، فإن حملة مكافحة الإرهاب بقيادة أميركا لن تنتهي وأن العودة الكاملة ليست مرجحة.

ولكن تساءل الباحث «إذن ما الذي حدث؟ كيف، بحلول 2014، كانت الميليشيات الإسلامية قادرة على العودة واسترجاع الخلافة في العراق وسورية، حاكمةً أراضي يزيد حجمها عن حجم بريطانيا؟

ممارسات المالكي

عندما انسحبت الولايات المتحدة، بدأ رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي وحكومته ذات الغالبية الشيعية باعتقال السنيين وتهميش ممثليهم، وذلك مكّن داعش في إطلاق صراع طائفي، وسلسلة عمليات اقتحام السجون بهدف تحرير المئات.

في الوقت نفسه، انهارت سورية في الحرب الأهلية – الحرب التي بدأت كثورة ضد نظام بشار الأسد الاستبدادي ولكن سرعان ما تحولت إلى صراع طائفي، فوضوي، استغله التنظيم لاستنهاض ملايين المسلمين حول العالم.

كانت داعش بالفعل في وضع أفضل قبل انسحاب الولايات المتحدة مقارنة بوضعها عندما تركت أميركا العراق في 2011، إذ كان لديها مقاتلون أكثر بدون أسلحة، وأجرت هجمات متكررة أكثر مما قامت به قبل 8 سنوات.

كي نكون واضحين، قرار الولايات المتحدة بسحب معظم قواتها من سورية كان خبرًا سارًا بالنسبة لداعش، لأن قوات سورية الديمقراطية ستركز ربما على محاربة تركيا، وليس بقايا داعش، مما يجعل التنظيم يواجه ضغطا أقل بكثير من عدوها المحلي الأقوى.

عوامل أخرى

ثمة عوامل أخرى تخفض من مخاطر عودة داعش، بحسب الباحث دانيال بيمان، أهمها أن التنظيم لا يمتلك أيا من المميزات التي امتلكها في 2011، إذ بات النظام العراقي يعامل المسلمين السنة بشكل أفضل بكثير، وأصبح جيشه وخدماته الاستخباراتية أقوى وأكثر عدوانية.

كما أن عناصر داعش لن تتمتع بحرية حركة في سورية، نظراً إلى أن تركيا لن تسمح بتنقل مقاتلي داعش عبر أراضيها، لأنها هي الأخرى تعرضت لهجمات.

في الوقت نفسه، غارة الولايات المتحدة على البغدادي تشير إلى أن أميركا وحلفاءها سيستمرون في محاولة قتل قادة التنظيم.

منصات التواصل

ويشير الباحث إلى عامل آخر وهو أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أكثر عدوانية في إزالة دعايات داعش وحسابات التجنيد وحجب المحتوى، فيما تراقب واشنطن بعبقرية تكنولوجية الإرهابيين المشتبه بهذه المنصات، وتابع: بالطبع التاريخ يخبرنا بألّا نستبعد داعش، ولكن لا يجب علينا كذلك أن نسرع في افتراض أنها ستعود مرة أخرى.

لماذا نستبعد عودة داعش مرة أخرى

- السلطات العراقية أصبحت تعامل المسلمين السنة بشكل أفضل بكثير

- جيش العراق وخدماته الاستخباراتية أصبح أقوى

- غارة واشنطن على البغدادي تؤكد الاستمرار في ملاحقة القادة

- منصات التواصل الاجتماعي باتت أكثر عدوانية مع دعايات داعش