كل الناس لديهم القدرة على القيام بالرد على الآخرين، والدفاع عن أنفسهم ومصالحهم الوطنية، سواء باللسان أو البنان، أو حتى بالسنان.

ولكن الحكمة تقتضي التريّث، حتى التفكر، وترجيح المصلحة، سواء الخاصة إن كان في شأن خاص، أو العامة إن كان في شأن عام.

والذي أراه، أن غالب الحالات في جميع الشؤون هو في ترجيح التجاهل، لكون ذلك هو الأقل ضررا من الرد عليه، إذ إنك في حالات التجاهل تقلل من قدر الآخر وقيمة كلامه، وتتفادى نشر باطله.

وفي هذا أمثلة من الكتاب والسنة في التجاهل والتغافل والكتمان والإغاظة وعدم إشاعة الفاحشة، ومنه قوله تعالى: «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما»، وسيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة والتابعين، والحكماء عبر التاريخ.

وإذا كانت المصلحة تقتضي الرد على الآخر، فليكن بالطريقة الحكيمة، من ناحية عدم نزول القامات والمسؤولين إلى مستوى الذين يُرَدُ عليهم، وإنما تترك هذه المهمة لباقي الناس.

فكم رأينا في «تويتر» من تغريدات مسيئة صادرة من المرتزقة تجاه الأفراد والوطن، ثم نرى الرد عليها قد ساعد في نشرها وزيادة متابعة أصحابها.

فضلا عن أهمية عدم قيام الشخصيات الكبيرة بالرد على من دونها، ناهيك عن مضمون الرد، ووجوب أن يكون عاقلا وعادلا ومؤدبا وحكيما.

إننا في مرحلة تاريخية، صارت فيها الحروب «إعلامية وإلكترونية ونفسية»، فينبغي أن يكون التعاطي معها بحكمة تراعي جميع الأمور.