ساسة كرة القدم يرون أن الهدف الملغى للهلال في لقاء الذهاب أمام أوراوا الياباني ربما يكون أمرا إيجابيا لوضع الفريق تحت الضغط في لقاء الإياب لكي لا يستكين للنتيجة، على اعتبار أن هدفين قد تكون مريحة إلى حد كبير في حين أن فارق الهدف يضع الفريق وسط حذر شديد، وبالتالي يتعين مضاعفة الجهد في مثل تلك الظروف وعدم الخلود للراحة ولو لثوانٍ معدودة، لأن الهدف يأتي بلا مقدمات وربما من خطأ غير مقصود من لاعب هلالي، ولهذا فإن التركيز والتنظيم والعطاء بفاعلية خلال الـ90 دقيقة المتبقية الطريق الموصل للفوز في النزال الذي لا يحتمل الأخطاء، وقد تتغير فيه المعالم وتتحول الأمور، وما أرمي له أن الفريق الياباني المنكسر في مواجهة الذهاب والذي اكتفى بالدفاع عن مرماه بأشكال وألوان، وسانده الحظ والتحكيم كالعادة في مثل تلك المقابلات، قد تتغير المعادلة ويلعب بعطاء مختلف، خاصة أنه سيدخل المقابلة وهو خاسر بهدف، ويتعين عليه إدراك التعادل قبل البحث عن هدف آخر والحفاظ على شباكه، في حين يسعى الهلال إلى تأكيد فوزه بهدف خاطف قد يثقل كاهل الخصم، إذ سيتعين على أصحاب الأرض تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل، لن أدخل في تفاصيل واضحة وسأتطرق للمشهد الفني الذي سيلوح في أرض اليابان، فالهلال الذي شاهدناه في لقاء الذهاب يهاجم من جميع الاتجاهات لن يكون كذلك، لأن الروماني سيبحث عن التوازن للحفاظ على التقدم. أشياء وأشياء يخفيها لقاء كسر العظم الذي ستبرز فيه ملكات المدربين ومن يملك الحلول، بل إن هذا الشوط حقا شوط الخبراء، ومن يملك الحلول ستكون له الغلبة، والأكيد أن هناك تفاصيل دقيقة، فالمباراة قد تتغير ملامحها في دقائق، والأمل كبير أن يحافظ الهلال على شخصيته التي ظهر بها ذهابا ويفرضها في اليابان، بقى أن أؤكد أن خبرة اللاعبين في مثل تلك الظروف لها دور كبير في تحقيق الفوز، ولعل ما جسده لاعب الهلال البيروفي كاريلو تأكيد على ذلك، حيث لبس ثوبا مغايرا وأكد أنه جواد أصيل يعرف التألق في المنعطفات الصعبة، وهو ما رسمه على أرض الواقع وبعيدا عن لقاء الإياب المرتقب، تتناثر الاستفهامات حول اتحاد القدم ولجانه، والتي يفترض أن تكون حاضرة في كل الأحوال، وما أرمي إليه الانضباط، والذي يتعين عليه عدم إفساح المجال لبعض اللاعبين للخروج عن الذوق الرياضي، فحالات البصق -أعزكم الله- التي شاهدناها في أكثر من مواجهة يجب أن تُردع، وإذا لم يتحقق ذلك فالقصة ستطول لأنها لم تُبتر من البداية.