في ظل التحول الرقمي السريع الذي تشهده الصحة والدولة عموما، مما يتطلب وجود صيادلة مختصين بالمعلوماتية الصحية، أكد الصيدلي عبدالرحمن السويعدي لـ«الوطن» بأن الأنظمة اليدوية لوصف الدواء تعتبر أكثر أخطاء من الأنظمة الإلكترونية حالها حال جميع الأنظمة الورقية حين مقارنتها بالأنظمة الإلكترونية البرمجية التي بنيت لتسهيل العمل المؤسسي ورفع كفاءته وزيادة الأمان؛ ولكن هذا لا يعني أنه لا ينتج أخطاء في الأنظمة الإلكترونية لوصف الدواء، بل بها أخطاء وقد تكون حدتها عالية وإمكانية تجاوزها للممارسين الصحيين أيضا عالية نتيجة الموثوقية العالية بها وعدم تطويرها وسد الثغرات الموجودة بها باستمرار.

ركن أساسي

أضاف السويعدي أن الدواء ركن أساس في حياة الأفراد والمجتمعات، والذي تطور عبر الزمن و في مختلف الأمم حتى وصل إلى ما نحن فيه اليوم من حجم مهول لاستهلاك الأدوية بجميع فئاتها ومسمياتها وأشكالها؛ وللدلالة على ذلك وبحسب تقرير «To err is human» الصادر عام 1999، من IOM الأميركية فإنه يتم صرف ما يتجاوز 3.5 بلايين وصفة سنويا بأميركا وهي وصفات قانونية فضلا عن استخدام الأدوية اللاوصفية والعشبية، لذا فإن الخطأ البسيط في التعامل مع الأدوية سواء من الممارس الصحي أو المريض ينتج عنه نسبة عالية من الأخطاء الدوائية وأرقام مقلقة للمجتمعات الصحية والعامة، وفي تقرير أميركي أيضا وُجد أن عدد الوفيات السنوية نتيجة للصرف الخاطئ للدواء يتجاوز المئة ألف وفاة.

توظيف المختصين

يقول السويعدي، يتحتم علينا نحن كممارسين صحيين أن نكون أكثر وعياً وقربا لأنظمتنا التي نعمل من خلالها واصطياد ورصد الأخطاء الناتجة عنها والإبلاغ المستمر لغرض تحسينها، ونقل الصورة للإدارات التي بدورها يجب أن تهتم بالتطوير والتدريب والمتابعة والاستبدال في حال كانت تلك الأنظمة متكررة الأخطاء ومهترئة، خصوصاً ونحن بصدد تطبيق الملف الإلكتروني الموحد بنظامنا الصحي والذي لابد وأن يستند على أنظمة متماسكة ودقيقة، ومن المهم أيضا أن تُعطى القوس لباريها فيتم توظيف وتمكين المختصين بالمعلوماتية الصحية فهم أهل التخصص في هذا المجال والأكثر دراية به وبما يلزمه ويستلزمه، وبالأخص الصيادلة المختصين بالمعلوماتية الصحية فيما يتعلق بالأنظمة والأجهزة المتعلقة بالدواء.

فقدان الثقة

أبان الدكتور عبدالغفور التركستاني الباحث في تخليق الأدوية أن الأبحاث والدراسات المنشورة في مجال الأخطاء الطبية الدوائية توضح أن التسمم الدوائي الناتج عن سوء استخدام الدواء أكثر من 50 % من حالات التسمم المنتشرة حول العالم. كما يقدر عدد المرضى المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية والذين لا يتعاطون الدواء بالطريقة التي تم وصفها وصرفها لهم حوالي 25 % - 75 %.

وأن الأخطاء الطبية الناجمة عن إساءة وصف وصرف وتعاطي الدواء باهظة التكلفة ماديا ومعنويا، وينشأ عنها فقدان الثقة من قبل المواطنين بالسياسات والنظم الصحية والقائمين عليها، علاوة على انخفاض معدلات الرضى والقبول من قبل المرضى أو مقدمي خدمات الرعاية الصحية (أعضاء الفريق الصحي)، الأمر الذي يؤدي إلى إصابتهم بالإحباط نتيجة لعدم تمكنهم من تقديم رعاية صحية متميزة لهم على مدار الساعة.

تخفيف الضغط

أكد مستشار الإعلام الصحي الصيدلي صبحي الحداد، أن الصيدليات الإلكترونية تتفق مع رؤية المملكة 2030، في نشر ثقافة المدن والحياة الذكية وتيسيرها وتخفيف الضغط عن الصيدليات العادية فهي سهلة وشاملة ودقيقة وتختصر الكثير من الوقت والجهد، وفي العادة يستغرق صرف الدواء عدة ثواني، وأن نسبة الخطأ تقريبا صفر، وإن كان هنالك خطأ ما فقد يكون الخطأ بشريا من قبل الطبيب أو الصيدلي أو مساعديهما، ولا يختلف اثنان على وجود أخطاء طبية دوائية في الوصف والصرف سواء في تضادات الأدوية مع بعضها في الوصفة الواحدة أو في صرف أسماء أو عبوات متشابهة.

ووجود الصيدلي المؤهل هو دائما خط الدفاع الأول عن الأخطاء الطبية الدوائية غير المقصودة.

أهم مسببات الأخطاء الدوائية

-عدم فعالية نظم وسياسات الجهاز الصحي

-ازدواجية التعليمات وتداخل مهمات وواجبات الإدارات الصحية

-عدم وجود دليل للإجراءات العملية يكون مفهوما ومرنا وقابلا للتحسين والتطوير

-عدم وجود تعريف واضح ودقيق للأهداف والمهمات

-عدم كفاءة الإدارات الرقابية والمتابعة في الأجهزة الصحية