يطارد شبح الموت بمرض السرطان اللمفاوي، فهيد آل منصور رب أسرة أربعيني بنجران بعد أن فتك نفس الداء بشقيقته 55 عاما، وشقيقه 52 عاما في ظل عدم تمكن عدد من المستشفيات من استئصال الورم السرطاني واعتذارها عن علاج حالته.

تشخيص المرض

راجع فهيد عددا من المستشفيات المتخصصة في محاولة جادة منه لمواجهة هذا المرض والهروب من المصير المحزن الذي ألم بشقيقيه، وخضع للفحص الطبي الدقيق في 4 مستشفيات حيث شخصت حالته بأنها ورم سرطاني ليمفاوي، وتلقى العلاج الكيماوي لكن حدثت له انتكاسة في مايو 2018 وشخص الورم السرطاني بالغشاء المغلف للأعصاب والتهاب روماتيزمي بالقلب وأجريت له عملية تركيب بالون للصمام الميترالي منذ 10 سنوات إلا أن الأشعة المقطعية التي أجريت له أثبتت انتكاسة حالته مجددا في فبراير 2019.

صعوبة الاستئصال

بحسب التقرير الطبي الصادر من إدارة الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني بتاريخ 14-7-2019، فإن آل منصور 41 عاما مازال يعاني من وجود آفة عقدية فوق الترقوة بالجهة اليسرى، وهي أكبر في الحجم وأقل ارتشاحا من الوضع السابق في الأشعة المقطعية بالإصدار البوزيتري، حيث اتضح أن الورم لا يمكن استئصاله جراحيا وتم تحويل الحالة للعلاج الإشعاعي ومتابعته في عيادة الأورام مع الاستدلال على علامات سريرية تدل على تقدم «استفحال» المرض مع شعور المريض بزيادة الألم في الرقبة بالجهة اليسرى والكتف وعسر البلع.

أول الضحايا

روت والدة فهيد مأساة وفاة أبنائها بنفس المرض قائلة: «تم اكتشاف مرض ابنتي ملحة بالسرطان قبل 13 عاما عام 2006 وعلاجها بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجلسات كيماوي، وحين مراجعتها الدورية للمستشفى اتضح أن المرض انتشر من جديد وحاول الأطباء تدارك مرضها دون جدوى حتى توفت عام 2008 وهي أم لـ9 أبناء.

اعتذار المستشفيات

أكد آل منصور أنه رغم الألم سيبقى متفائلا ومتمسكا بأمل الحياة ويواجه شراسة مرض السرطان اللمفاوي ثم رغبة في عدم الاستسلام وكسر قلب والدته المسنة التي تجاوز عمرها 80 عاما وابنته ألين التي لم يتجاوز عمرها عاما واحدا وزوجته الصابرة المحتسبة. وقال: اضطر عدد من المستشفيات المتخصصة بالمملكة إلى الاعتذار عن استقبال حالتي بحجة عدم إمكانيتهم لتقديم خدمات إضافية لعلاج حالتي، وأوصت تلك المستشفيات بعدم استطاعتها استئصال الورم السرطاني، وعلاجي خارج المملكة تحديدا لدى الدكتور أندرسون في أميركا.

حمد والمرض

قالت والدة فهيد: «توفي ابني حمد عندما كان عمره 52 عاما، وشخص الأطباء حالته حينها بسرطان المريء الانتشاري وتم نقله على نفقة الدولة إلى ألمانيا ليخضع لجلسات فلوفوكس ثم قرر الدكتور إجراء عملية استئصال المريء وورم المعدة، وعندما عاد من رحلته العلاجية بداية 2019، انتشر المرض إلى الرئة، وأدخل المستشفى في فبراير 2019 بحالة حرجة، وأكدوا لنا عدم جدوى العلاج بسبب انتشار هذا المرض الخبيث وتوفي بعدها بأيام.