يملكون خبرات متراكمة. تكمن تفاصيلها في تجاعيد الزمن على وجوههم، تصالحوا مع أنفسهم فكانت البسمة على محياهم. منهم من خدم الوطن، ومنهم عاش حياته طالبا لرزقه، ومنهم من أعياه المرض.

«الوطن» عايشت في زيارة ميدانية لدار الرعاية الاجتماعية بجازان نزلاءه من المسنين ممن تقدم العمر بهم، ولم يُجْدِ وجود أسرة أو قريب يعتني بهم، وتجولتْ في مهاجع الدار، واطلعتْ على مرافقه المختلفة، وما يقدم للمسنين من خدمات وعناية طبية ونفسية وغذائية.

أداء الصلاة

خلال جولتنا في المهاجع، التقينا العم موسى الذي تجاوز الـ60 عاما، وسألناه عما إذا كانت له احتياجات، فأكد أنه سعيد بوجوده في الدار وسط أصدقائه من المسنين، وخلال الحديث معه أسمعنا بعض الأبيات الغزلية التي يحفظها، والابتسامة على محياه. ثم اتجهنا إلى العم مسعود الذي كان منهمكا في حل مسائل كتاب الرياضيات الذي أمامه، وتدوينها في دفتره مستخدما القلم الرصاص، ليرد لنا التحية، قائلا: إنه خدم في السلك العسكري، في قطاع الدفاع المدني فترة شبابه.

وفي مهجع آخر، كان لنا لقاء بالعم علي الذي أكد أنه المسؤول عن الأذان في الدار، ويحرص على حث كل المسنين على أداء الصلاة.

حالات إنسانية

كان لنا لقاء مع مدير دار الرعاية الاجتماعية بجازان خالد معافا، الذي بيّن أن عدد نزلاء الدار 38، منهم 25 مسنا و13 مسنة، إضافة إلى الحالات الإنسانية من غير السعوديين، والتي يتم التوجيه باستقبالها من الإمارة كحالات إنسانية وعددها 3 حالات.

وكشف معافا أنه صدر خلال الأسبوع الجاري موافقة جمعية أبوعريش بدعم دار الرعاية الاجتماعية بمقر لديوانية الدار، وهي عبارة عن جلسات تحمل الطابع التراثي القديم ستكون في مدخل المبنى، وسيتم افتتاحها من المدير العام لمكتب العمل والشؤون الاجتماعية.

ألفة وتمازج

بيّن معافا أنه بصدد تأسيس لجنة أصدقاء الدار، بهدف خلق أجواء من الألفة والتمازج بين الدار والمجتمع الخارجي، وسيتم تشكيل فريق عمل، وخلاله ستكون هناك جلسات كل 3 أشهر، وستوسع هذه اللجنة من دمجهم في المجتمع.

وأضاف، نتطلع إلى الاستفادة من لجان التنمية في المناطق، مشيراً إلى أنه يسعى إلى تحقيق مراكيز، كما هو معمول به في دار الرعاية بجدة، مثل مركاز الصيادين على البحر، ومركاز الحارة، لتتم زيارتها بمسني الدار الذين يتمكنون من السير ليتم التخييم فيها، ونحن سنتكفل بكل مستلزماتهم لإبعادهم عن العزلة ودمجهم في المجتمع.

وأشار معافا إلى أنه خلال فترة قصيرة سيتم الانتقال إلى المقر الجديد لدار الرعاية، مؤكدا أنه مهيأ ليراعي كل الجوانب الإنسانية للمسنين، إضافة إلى أن متكامل الخدمات من كل النواحي، مبينا أن المقر الحالي للدار هو جزء مستقطع من مبنى التأهيل الشامل.

كيفية استقبال المسنين

إيواء كل فرد بلغ 60 عاما وعجز عن العمل وليس لديه عائل

يتم استقبالهم ومتابعة حالاتهم الطبية والنفسية والغذائية

تُتاح لهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي خلال البرامج والأنشطة

تسهيل كل الإجراءات الحكومية التي يحتاجون إليها