بعد نحو أربع سنوات من إطلاق رؤية 2030، تفي المملكة بالوعود واحدا تلو الآخر، وما طرح أرامكو إلا مثال آخر على التصميم لتنفيذ تلك الرؤية الطموحة، حيث أعلنت شركة أرامكو السعودية أمس تحديد النطاق السعري للطرح الأولي لأسهمها وبداية فترة بناء سجل الأوامر لشريحة المؤسسات المكتتبة وشريحة المكتتبين الأفراد، وقالت إنها تعتزم بيع 1.5 % من أسهمها، أي نحو ثلاثة مليارات سهم، بسعر استرشادي بين 30 ريالا و32 ريالا، مما يعني تقييما للطرح الأولي يصل إلى 96 مليار ريال عند سقف النطاق السعري المعلن.

كما قررت شركة أرامكو السعودية، -من خلال نشرة إصدار تكميلية أمس- بالتشاور مع المساهم البائع، حصر عملية الطرح العام الأولي لجزء من أسهمها على المستثمرين داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.

6.4 تريليونات ريال

وفيما يؤكد أن أرامكو لديها وضع مالي متميز، ولا تزال تكلفة الإنتاج لديها هي الأفضل في العالم، بلا منافس حتى في المدى الطويل بلغ عدد أسهم الشركة 200 مليار سهم، وجاء إعلان شركة أرامكو السعودية، النطاق السعري للاكتتاب في أسهمها أمس بين 30 و32 ريالا، ليجعل تقييمها يتراوح بين 1.6 و1.71 تريليون دولار (6 تريليونات و6.4 تريليونات ريال).

ووفق هذا السعر تعادل قيمة «أرامكو» 3.2 إلى 3.4 أضعاف القيمة السوقية لسوق الأسهم السعودية مجتمعة، والبالغة 1.87 تريليون ريال (499 مليار دولار) بنهاية تداولات الخميس الماضي، وهو ما يثبت أن أرامكو في قمة أدائها اليوم، وخلال 8 عقود؛ قد أثبتت صمودها تحت كل الظروف، والشركة لديها محفظة عالمية، وتسعى إلى أن تكون الشركة الأولى عالميًا في جميع صناعات النفط، بما فيها البتروكيماويات، وما الاستحواذ على سابك إلا أكبر دليل على ذلك.

مليار سهم

بدأ أمس الموافق 17 نوفمبر الجاري، اكتتاب شركة أرامكو السعودية -اكتتاب الأفراد والمؤسسات-، وسيكتتب الأفراد بالحد الأعلى (32 ريالا). وفي حال جاء السعر النهائي للطرح، والذي سيتم تحديده في 5 ديسمبر، أقل من السعر الذي اكتتب به الأفراد، سيتم تعويض الأفراد عن الفرق بين السعرين بأسهم أو تحويل الفرق لحساباتهم البنكية. ويستمر اكتتاب الأفراد حتى 28 نوفمبر الجاري، فيما يستمر اكتتاب المؤسسات إلى 4 ديسمبر المقبل.

تنوع اقتصادي كبير

أكد محللون أن طرح أرامكو هو البداية وليس النهاية، وسيكون هناك كثير من الفرص الاستثمارية موجهة للمستثمر المحلي والدولي في قطاع الطاقة، مبينين أن المملكة حريصة على تطوير أسواقها المالية و»تداول» بالذات وطرح أرامكو سيلعبان دورًا مهمًا في ذلك، لما في ذلك الطرح من شفافية وأهمية لحجم السوق. كما أن المملكة لديها برنامج تنوع اقتصادي كبير، مبني على الاستدامة، وفتح قطاعات اقتصادية جديدة، وتطوير أسواق العمل؛ من خلال هذا التنوع الاستراتيجي، وطرح أرامكو هو أحد هذه الأدوات للوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي.

1.7 تريليون دولار

حددت أرامكو السعودية نطاقا سعريا لإدراجها بما يقدر تقييم شركة النفط العملاقة بين 1.6 و1.7 تريليون دولار، بما قد يجعله أكبر طرح عام أولي في العالم. وقالت أرامكو أمس إنها تعتزم بيع 1.5 % من أسهمها، أي نحو ثلاثة مليارات سهم، بسعر استرشادي بين 30 ريالا و32 ريالا، مما يعني تقييما للطرح الأولي يصل إلى 96 مليار ريال (25.60 مليار دولار) عند سقف النطاق السعري المعلن.

وفي حالة التسعير عند سقف السعر الاسترشادي، قد تتفوق أرامكو بفارق طفيف على الحصيلة القياسية التي جمعتها شركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية في طرحها الأولي ببورصة نيويورك في 2014 وبلغت 25 مليار دولار.

شركات غير مرخصة

حذرت البنوك السعودية الجميع عند عزمهم على الاكتتاب أو الاستثمار في أسواق الأسهم والأوراق المالية، الحرص على التعامل مع الجهات الرسمية والمرخصة، وعدم التجاوب مع الرسائل والإعلانات على شبكة الإنترنت من شركات غير مرخصة والتي تعطي الوعود الوهمية بالربح السريع.

وقال المحلل المالي محمد الشميمري لـ»الوطن»، إن تقييم شركة أرامكو للنطاق السعري يعتبر عادلا كقيمة سوقية لأكبر الشركات العالمية في النفط بعائد توزيع سنوي 4.3 % على سعر الاكتتاب ومناسب جدا للمؤسسات المالية والصناديق وحتى الأفراد المستثمرين، مؤكداً أن المخزون النفطي للشركة يصل إلى 53 سنة، ولذلك فإن القيمة لا تحسب بالسهم بطريقة أساسية مثل القيمة الدفترية وإنما من القيم التي تكون مكمونة في سعر السهم في السوق.

15 مليون مكتتب

توقع خبير اقتصادي أن يكتتب ما لا يقل عن 15 مليون فرد في اكتتاب شركة أرامكو ضمن النسبة المحددة للمكتتبين الأفراد خلال فترة الاكتتاب والتي بدأت اليوم «الأحد» وتنتهي في 5 ديسمبر المقبل.

وحدد الدكتور محمد القحطاني في حديث لـ»الوطن» 4 عوامل تجذب المكتتبين للاكتتاب بالمقدار الممكن من ملاءتهم المالية وذلك بسبب قوة الشركة، وكون هذه الاكتتاب ضمن الاكتتابات التاريخية في سوق الأسهم، كما أن الاستثمار في اكتتاب أرامكو سيغير الواقع الاستثماري، وتمثل الشركة نموذجا استثماريا يعمل في مختلف المجالات.

مشاركة في عملية التنمية

يشير القحطاني إلى أنه من المتوقع أن يدخل في الاكتتاب المحلي ما لا يقل عن نصف سكان المملكة أي ما يعادل 15 مليون فرد، وجاء تحديد النطاق السعري للسهم بين 30-32 كدليل على أن شركة أرامكو لم تضع قيمتها الأسمية كمعيار، إذ أن المستثمر على استعداد أن يضع 40 ريالا للسهم الواحد نظرا لقوة الشركة، مضيفا أن النسبة المحددة للنطاق السعري والتي أعلنت عنها الشركة منذ بدء عملية الاكتتاب تمنع التلاعب في السعر والاجتهادات غير المحسوبة، إذ أنها بهذا الإجراء تمكنت من السيطرة على كل السلبيات التي قد تؤثر على سهم الشركة، مشيرا إلى أن الاكتتاب في شركة أرامكو يعتبر استثمارا بعيد المدى وليس للمضاربة والبيع السريع، وينبغي أن يكون هذا التوجه الذي يسلكه أغلب المكتتبين ليستفيدوا من المميزات التي حددتها الشركة للمكتتبين الأفراد الذين يحافظون على أسهمهم.

حدث تاريخي

أبان القحطاني أن هذا الاكتتاب ضمن الاكتتابات التاريخية التي مرت على السوق السعودية، وسيفتح آفاقا كبيرة جدا للاستثمار، كما أنه بوصلة استثمارية للمستثمرين من خلالها سيتغير الواقع الاستثماري في المملكة، كما أن الشركة ستكون عاملا قويا ومحركا للسوق في كل المجالات، فهي نموذج استثماري سيعمل في مختلف القطاعات.

التعديلات الجديدة

قررت شركة أرامكو السعودية، بالتشاور مع المساهم البائع، حصر عملية الطرح العام الأولي لجزء من أسهمها على المستثمرين داخل المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي

قد يقوم كبار التنفيذيين بشراء أسهم من الحكومة بالتزامن مع إتمام عملية الطرح. ولن يتم احتساب عدد الأسهم التي يتم شراؤها بالتزامن مع عملية الطرح ضمن نسبة ملكية الجمهور

أوضحت الشركة، أنه يضاف إلى ذلك الطلبات التي ترد إلى مديري سجل اكتتاب المؤسسات من الفئات المشاركة وفقاً لتعليمات بناء سجل الأوامر وتخصيص الأسهم في الاكتتابات الأولية

ما تم حذفه من النشرة الأولى

حذف وكيل التسوية الدولي والمستشارين القانونيين الدوليين في فقرة إشعار المهم، ووصف مستشاري الشركة وقسم المصطلحات

حذف أي إشارة إلى تسجيل الأسهم بموجب قانون الأوراق المالية الأميركي، أو قوانين الأوراق المالية إلى دولة أخرى غير المملكة أو طرح وبيع أسهم الطرح خارج الولايات المتحدة الأميركية

حذف أي إشارة إلى توزيع نشرة الإصدار خارج المملكة لمستثمرين أجانب.

حذف إمكانية مشاركة أعضاء مجلس إدارة الشركة في الاكتتاب بأسهم الطرح. واقتصرت إمكانية المشاركة في أرامكو بالطرح العام على كبار التنفيذيين دون أعضاء مجلس الإدارة.