كشفت المقاومة الإيرانية أن السلطات الإيرانية متمثلة في قوى الأمن وقوات الحرس والبسيج والمخابرات، تحاول قمع الانتفاضة ضد نظام الملالي بقطع الإنترنت، وكذلك تنكر العناصر الأمنية في الزي المدني، مبينة أن الاحتجاجات تواصلت أمس السبت في طهران بالإضافة إلى 100 مدينة أخرى، وذلك بسبب سوء الأوضاع المعيشية ورفع أسعار الطاقة إلى

200 %، ويلقى القرار دعم المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي.

قطع الإنترنت وشبكات الجوال

خوفا من توسع الانتفاضة، وبهدف قطع الاتصال بين المتظاهرين ومنع تسريب أخبار الانتفاضة إلى خارج إيران، قام النظام بقطع الإنترنت، بالإضافة إلى قطع شبكة الهواتف المحمولة «همراه أول» و«رايتل» و«إيران سل»، في محاولة منه لمنع وصول المواطنين إلى شبكة الإنترنت.

وفي بعض المناطق، بما في ذلك «شهريار»، هرب عناصر قوى الأمن ورجال الأمن المتنكرون في الزي المدني إثر هجوم الشبان المنتفضين. وتم قطع طريق طهران- شهريار من قبل الشبان.

وشهدت منطقة «صادقيه» مواجهات بين الشبان وقوى الأمن الداخلي، رغم تواجد كثيف لقوات القمع في تقاطع الطرقات والأزقة. وكان الشبان قد أغلقوا الشارع الرئيسي مرددين هتافات ضد الحكومة. كما أضرم الشبان النار في بلدية «قلعة حسن خان» وبلدية «برديس» وقاعدة للبسيج المعادي للشعب ومصرف حكومي. كما تم تمزيق صور خامنئي وروحاني في العديد من المناطق أو تم إحراقها.

ارتفاع عدد القتلى

تباين عدد القتلى في كثير من وسائل الإعلام الإيرانية وكذلك وكالات الأنباء التي تغطي المظاهرات، وذلك بسبب القمع الإعلامي الذي تمارسه طهران ضد الإعلام والإعلاميين. ففي حين تحدثت أنباء عن سقوط أكثر من 25 قتيلا منذ بدء الاحتجاجات، أفاد مراسل لتلفزيون RT الروسي بأن شخصا قتل برصاص الشرطة، وذلك بعد إطلاق النار على محتجين حاولوا إحراق مستودعات للنفط في مدينة سيرجان جنوب شرقي إيران.

الشعب يتحدى خامنئي

وصف خامنئي المتظاهرين بـ«المرتزقة»، مؤيدا قرار رفع أسعار البنزين، ووجه دعوة إلى عدم مساعدة ما أسماهم «مراكز الاستكبار العالمي»، في حين أكد إيرانيون أن نظام طهران هو من أوصل البلاد إلى ما هي عليه من اقتصاد مترنح ووضع مأساوي لا يمكن احتماله، معبرين عن أن قرار رفع أسعار البنزين ليس قرارا إصلاحيا، بل استفزازي للشعب.

وبناء على كلمة خامنئي تم أمس سحب مشروع قرار لإلغاء رفع أسعار الوقود كان الغرض منه تهدئة الشعب، الأمر الذي يعني أن الإيرانيين باتوا حاليا في مواجهة مع المرشد الأعلى نفسه.

ويقضي القرار بزيادة أسعار البنزين بنسبة 50 % لأول 60 لترا من البنزين يتم شراؤها كل شهر، و300% لكل لتر إضافي كل شهر.

وعلى إثر العقوبات التي تواجهها إيران بسبب تصرفات النظام الحاكم فيها، انخفضت قيمة الريال الإيراني بشدة وبلغ معدل التضخم أكثر من 40 %، ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة

9 % في عام 2019 ويعقبه ركود في عام 2020.

اعتقال 1000 متظاهر

أفادت وكالة «فارس» باعتقال نحو 1000 متظاهر في إيران خلال يومين، وسط أنباء عن وقوع قتلى في صفوف المتظاهرين خلال احتجاجات أمس.

وتوعدت وزارة الأمن الإيرانية المحتجين، وقالت إن «الأعداء الذين راهنوا كما في السابق على أعمال الشغب لن يحصدوا إلا الخيبة والفشل»، حسبما نقلت قناة العالم عن وزارة الأمن الإيرانية، كما نقلت وسائل إعلام موالية للنظام مقتل ضابط في اشتباكات كرمانشاه بين الأمن والمحتجين، فيما قالت الاستخبارات الإيرانية إنها رصدت محركي الشغب واتهمتهم بالعمالة للخارج.