بينما يناقش منتدى الإعلام السعودي مطلع ديسمبر تشكيل صورة ذهنية إيجابية عن المملكة، بلغ عدد المبتعثين حتى الآن نحو 93 ألفا من بينهم نحو 62 ألف مبتعث و32 ألف مبتعثة في أكثر من 10 دول.

اهتمام علمي

في إطار الاهتمام بدور المبتعثين في الدول الأخرى يناقش منتدى الإعلام السعودي الذي ينطلق مطلع ديسمبر المقبل بحضور أكثر من ألف إعلامي في إحدى جلساته دور المبتعثين في تشكيل صورة ذهنية إيجابية عن المملكة في ظل التعاطي السلبي من بعض وسائل الإعلام الأميركية والغربية، حيث تتحدث فيه أول دبلوماسية سعودية تتولى منصب مساعد ملحق في الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة الأميركية موضى الخلف من واقع تجربتها العريضة كدبلوماسية وإعلامية ذات تماس مباشر مع المبتعثين وبصفتها السابقة كمشرفة على الأندية الطلابية السعودية وأنشطتها الثقافية في أميركا ورئيسة تحرير مجلة المبتعث والمشرفة على مطبوعات الملحقية الثقافية الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها.

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "الجنود في خدمة الدين والوطن"

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "كونوا واجهة مشرفة للوطن وأن يعودوا لبلادهم بحصيلة علمية كافية لخدمة الوطن".


صورة إيجابية

أكد الملحق الثقافي بالولايات المتحدة الأميركية الدكتور محمد العيسى أن المبتعثين السعوديين أسهموا في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة في أكثر من 51 ولاية في أميركا وأبرزوا الصورة الصحيحة عن العادات السعودية والتقاليد الاجتماعية الحسنة، مشيراً إلى أن جهود الأندية الطلابية في العمل التطوعي وإبراز الصورة الصحيحة كان له الأثر الكبير على المجتمع الأميركي ممتدحا التأثير الإعلامي الذي أحدثوه.

رحلة التغيير

أبانت الرئيس التنفيذي لمبادرة مشروع الابتعاث رحلة التغيير رانيا عيد أن المسؤولية الملقاة على المبتعث ذات أهمية عالية في التثقيف وعكس أحسن صورة عن المملكة العربية السعودية وكذلك حضارتها الأصلية والحقيقية وليس تلك التي يظهرها الإعلام الأجنبي والغربي.

وأضافت: "المبتعث من خلال الممارسات اليومية والتعايش والتميز العلمي التعايش وتقبل الآخر وإعطاء الفرصة للآخرين بتقبلنا، وإظهار الدين الإسلامي الوسطي السمح يستطيع التغيير من نظرة الآخر تجاهنا، فتجربة الابتعاث تمنحك الفرصة للتغيير وأيضاً تمنح الآخرين الفرصة لتغيير نظرتهم تجاهنا".

الصورة النمطية

أوضح طالب الماجستير في مجال الاتصال الاستراتيجي معاذ العمري أن الطلاب السعوديين في دول الابتعاث وفي أميركا تحديدا نجحوا في تقديم صورة ذهنية عن السعودية مختلفة عن تلك النمطية السائدة في المجتمع الأميركي.

وأضاف قائلا: "يقوم الطلاب بأنشطة ومشاركات فاعلة بشكل عام وفي المجتمع الأكاديمي على وجه الخصوص، وأسهمت هذه المشاركات في جعل ذهنية المتلقي الأميركي في حالة من المقارنة بين ما يعرض في وسائل الإعلام وما يلامسه على أرض الواقع، وبالتالي نجح الطلاب السعوديون في اختراق لغة التعميم السائدة عن طريق الأنشطة الثقافية والاجتماعية وبالتالي التعاطي مع أي حوادث سلبية بشكلها الفردي المحصور فيمن قام بها وليس بناء فكرة عن المملكة وشعبها بناءً على هذه الحادثة".

نماذج مضيئة

أطلقت وكالة ناسا اسم الطالب السعودي عبدالجبار الحمود على الكوكب الذي تم اكتشافه، مؤخرا، عن طريق فريق البحث في مختبرات لينكون، مشيرةً إلى أن تسمية الكوكب تأتي تكريما منها له بعد فوزه بأفضل بحث على المستوى العالمي وتحقيقه المركز الأول في بحوث علم النبات في برنامج إنتل إيسف العالمي 2015، كما حصل المبتعث صلال الحميدي على جائزة جمعية المفتاح الذهبي العالمية والتي تعتبر أكبر جمعية عالمية للتميز والتفوق العلمي والبحثي والتي تمنح جائزتها سنويا للطلاب المتميزين على مستوى الجامعات الأميركية.

كما قامت جامعة إنديانا- بوردو باختيار المبتعث عبدالله الزير ضمن أبرز 50 شخصية منذ تأسيس الجامعة ليكون الشخصية السعودية والعربية الوحيدة التي نالت شرف هذا التكريم على مستوى تاريخ الجامعة وذلك تقديرا لجهوده المتواصلة في العمل الاجتماعي في مدينة إنديانابوليس.

جوائز وتميز

حصلت دلال المطيري على شهادة التميز والعضوية الدائمة في منظمة "Phi Kappa Phi" الأميركية والتي تُعنى بالمتفوقين والمتميزين أكاديمياً ومهنياً على مستوى الولايات المتحدة الأميركية.

وتمكن رئيس النادي السعودي في جامعة لويولا شيكاغو المبتعث ثامر المدني من الحصول على جائزة الشرف لنواب الأمم المتحدة، بينما حصدت المبتعثة بجامعة أكسفورد إيمان الأشولي المملكة جائزتي تميز عالميتين من أكبر جمعية للمهندسين، ومنحت الجائزة الأولى لها بصفتها نموذجاً متميزاً للمرأة في مجال تقنية الحاسبات وتقنية المعلومات، بينما منحت الجائزة الثانية لها نظير مجهوداتها في الأنشطة الطلابية في الجامعة.

وكرمت جامعة جرينتش في لندن، المبتعثة المهندسة سارا المنديل المتخصصة في مجال الهندسة المعمارية لتخرجها من ضمن العشر الأوائل الذين حصلوا على درجة عالية، وحصدت ريم الربيعة شهادة التميز من ذات المنظمة.

مواقف مشرفة

عكس المبتعثون السعوديون قيم الشهامة الأصيلة في ثقافتهم العربية والإسلامية على حياتهم العامة في دول الابتعاث وهو ما جسده المبتعث أحمد المحيميد في مدينة ملبورن بعد أن قفز إلى نهر يارا لإنقاذ حياة رجل في الخمسينيات من عمره كان يكافح الغرق، وشهدت الحادثة اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام الأسترالية التي أطلقت علي المحيميد العديد من الألقاب واصفين إياه بالبطل محتفين بموقفه الشجاع.

وفي واشنطن كان للمبتعث عبدالعزيز المحلسي حضوره المماثل بعد أن أنقذ شابا أميركيا تعرضت مركبته للسير وقدم الإجراءات الطبية اللازمة له لحين وصول فرق الإسعاف وهي الحادثة التي استحوذت على وسائل الإعلام حينها والتي وصفت المحلسي بـ"فاعل الخير" مما حدا بجامعة جورج واشنطن التي يدرس بها إلى منحه جائزة موظف الشهر وتكريمه.