دفع هول الصدمة والرعب اللذين تعرض لهما النظام الإيراني خلال يومين فقط من التظاهرات ضد زيادة أسعار الوقود، المرشد الإيراني علي خامنئي ليصف المتظاهرين الإيرانيين بالعدو، تماما مثل أميركا أو أي من الدول التي تناصبها العداء ليل نهار، ويقول: «فرضنا التقهقر على العدو في ميادين الحرب العسكرية والسياسية والأمنية».

ويرى مراقبون أن صدمة خامنئي بالفعل قوية، بعد ما شاهد لأول مرة بأم عينيه صور المرشد المقدس وزعيم الملالي تحترق في وضح النهار، بينما تدمر مراكز قوات الباسيج سيئة السمعة أمام ناظري الحرس الثوري، في حين ذهب خوف المواطنين الإيرانيين رغم مقتل أكثر من 100 متظاهر وجرح واعتقال الآلاف منهم ليهتفوا بذهاب الديكتاتور.

غير أن صدمة خامنئي لم تقتصر على أصوات الداخل الإيراني، بل اكتشف زعيم الملالي أن الأصوات التي تعلو في جسر السنك والرينغ وميادين التحرير والشهداء في العراق وبيروت جميعها تهتف بسقوط الديكتاتور، وكذلك سقوط الرايات الملونة التي ظلت طهران توزعها بين العاصمتين لخطب ولاء الميليشيات التي تتجاهل كل شيء عن بلادها، وتقاتل تحت راية الملالي.

صُدم ملالي إيران يوم أسقط المتظاهرون في العواصم التي طالما تباهت طهران بمسك زمام قرارها، الطائفية وشعاراتها واكتشف داعموها السياسيون لأول مرة حجم التآمر على شعوبهم، ومستوى الفساد والتجارة بدمائهم تحت طائل العدو الوهمي لهم.

ويرى محللون أن صدمة خامنئي التي وصف فيها المتظاهرين بالعدو، والهزة التي لا يزال يعيشها المرشد تبدو أكثر وقعا لأنصاره حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وقادة الميليشيات في العراق، بعد اكتشافهم حجم الرفض الشعبي للنظام الإيراني وسياسته الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة تحت غطاء الولاء الطائفي، إلى جانب مستوى الهشاشة والوهن في مواجهة المظاهرات الشعبية.