عادت سدن من رحلاتها العلاجية في ألمانيا مؤخراً، بعد أن بدأت في التماثل للشفاء، في الحادثة التي ساهمت «الوطن» قبل نحو 7 سنوات بعلاجها هناك بعد أن تعرضت لإصابات في الرأس وباقي جسدها إثر تعرضها هي وعائلتها لحادث سير على طريق «القريات - الجوف»، وتعود القصة الى أن الطفلة سدن ذات العام وثمانية أشهر، كانت مهددة بالعمى والموت إذ كان يقف والداها عاجزين عن تقديم أي شيء لها بعدما تأكد أنه لا علاج لها إلا في أحد المستشفيات الألمانية، وهو الأمر الذي لا يطيق والدها تحمل تكلفته، ما دعاه للتواصل مع «الوطن» لنقل معاناتهم.

سائق متهور

نشرت «الوطن» خبر الحادثة بعنوان «سدن ضحية سائق متهور تبحث عن إعادة النور لحياتها»، وتواصلت الصحيفة مع أخصائي المخ والأعصاب في مستشفى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية الدكتور محمد الوهيبي، ونشرت ما جاء في تقريره الطبي، الذي حصلت على نسخه منه، والذي يقول إن الطفلة آنذاك لديها «تلين واعتلال بالدماغ شديد»، فيما تعاني من وجود ضعف كبير في البصر بسبب وجود موجات مسطحة أعلى العين، وتحتاج للعلاج في مستشفيات متقدمة خارج المملكة.

فاعل خير

تجاوبا مع ما نشرته «الوطن» بعد أسبوعين من الحادثة تبرع فاعل خير -لا يرغب في ذكر اسمه- بمبلغ 100 ألف ريال تمثل قيمة علاج الطفلة ومصاريف الرحلة وتذاكر الطيران إلى ألمانيا من خلال الاتصال بالصحيفة، وقد استلم والد الطفلة شيك المبلغ بتنسيق ومتابعة مع «الوطن» بعد أن حضر مندوب عنه إلى محافظة القريات لذلك الغرض.

وقال والد الطفلة مدالله إبراهيم الرويلي لـ»الوطن» في اتصال بعد سفرهم بشهر لألمانيا وقتها، إن حالة طفلته بدأت في التحسن وبدأت تستعيد جزءا من نظرها بعد أن أجريت لها عمليتان في الرأس سحبت فيها كميات من أكياس مائية بداخلها، وكانت قد دخلت في مرحلة «حرجة» بعد عمليتها الأولى قبل أن تستقر لاحقاً.

تفريج كربة

خلال الأسبوع الماضي عادت سدن من رحلاتها العلاجية إلى القريات، إذ كانت تتردد طوال تلك الفترة للعلاج في ألمانيا، وبدأت تدريجياً تتشافى من مشاكل فقد النظر والاتزان والعودة إلى الحياة بشكل طبيعي والتحدث بشكل سليم.

وعبّر والد الطفلة مدالله إبراهيم الرويلي عن شكره البالغ لفاعل الخير لاهتمامه بحالة ابنته وتكفله بعلاجها لمدة عامين، وإلى وزارة الصحة لاحقا في تكملة علاج ابنته هناك ولـ»الوطن» التي تبنت حالة طفلته وكانت سبباً في تفريج كربته وكربتها.