نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شهد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، بحضور نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز، احتفال منظمة التعاون الإسلامي بمناسبة الذكرى الخمسين على تأسيسها، تحت شعار «متحدون من أجل السلم والتنمية»، وذلك بقاعة ليلتي في جدة. وفور وصوله قام بافتتاح المعرض المصاحب للجهات المشاركة، ثم عزف السلام الملكي، بعدها بدئ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم، ثم ألقيت كلمة المجموعة العربية ألقاها مساعد وزير الشؤون الخارجية للشؤون العربية والإسلامية رئيس الوفد التونسي محمد بن يوسف، أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على رعايته احتفال المنظمة بيوبيلها الذهبي بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها، ولوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، على الحفاوة والاستقبال وكرم الوفادة، وما تم تسخيره من إمكانات لإنجاح هذا الاحتفال، وللأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، على الجهود المبذولة وحسن التنظيم لهذا الحدث الذي يخلد إنشاء المنظمة. وأكد أن احتفال المنظمة التي تمثل الصوت الجامع للعالم الإسلامي، الساعية إلى حماية مصالح الأمة الإسلامية بهذه المناسبة، يتزامن مع تحديات لا تزال تواجه دولنا العربية تتطلب مزيدا من التعاون فيما بيننا لتسوية مختلف القضايا، في مقدمتها القضية الفلسطينية، وإيجاد تسوية للأزمات القائمة في بعض الدول، ومساندة الجهود المبذولة لاستتباب الأمن وإعادة الاستقرار للمنطقة، والإسهام الفاعل في توطيد مقومات السلم والأمن الدوليين، وخدمة قضايا العالم الإسلامي.

17 دولة

عقب ذلك ألقيت كلمة المجموعة الإفريقية، ألقتها وزيرة الدولة للشؤون الخارجية بجمهورية الغابون لونغا ماكين، قدمت الشكر لأصحاب السمو والمعالي ورؤساء الوفود وممثلي المنظمات الدبلوماسية، منوهة بما تحقق خلال الخمسين عاما على تأسيس منظمة التعاون الإسلامي منذ عام 1969، مشيرة إلى أن الدول الـ17 الإفريقية تشكل أكبر تكتل داخل المنظمة، مشيدة بمساهمة الأذرع التي تأتي تحت مظلة المنظمة، منها البنك الإسلامي للتنمية في تحقيقه نجاحات عديدة في شتى المجالات السياسية والاجتماعية، من خلال إنجازه المشاريع التنموية في العديد من دول القارة. إثر ذلك ألقى وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو كلمة المجموعة الآسيوية، استعرض خلالها جهود المنظمة في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني الذي هو من أولويات عمل المنظمة، مؤكدا وجوب الحفاظ على الالتزام بأهداف المنظمة التي أنشئت من أجلها منذ ما يقارب الخمسين عاما، وأهمية الحفاظ على هذا التضامن وحقوق المسلمين في كل مكان، وحماية المجتمعات المسلمة وقضية الإسلاموفوبيا.

احتفالية

تلت ذلك كلمة للوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج نزهة الوافي، هنأت في مستهلها الدول الإسلامية بمناسبة يوم تأسيس المنظمة التي انطلقت في مؤتمر القمة الذي عقد في مدينة الرباط المغربية في عام 1969، بمبادرة من الملك فيصل بن عبدالعزيز وأخيه الملك الحسن الثاني وأشقائهما ملوك ورؤساء قادة الدول الإسلامية، مشيرة إلى أن المغرب قد قرر تنظيم احتفالية بذكرى مرور خمسين سنة على إنشائها، والمقرر في الـ12 من ديسمبر المقبل في الرباط عاصمة المملكة المغربية، ودعت الحضور للمشاركة في الفعالية. عقب ذلك ألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة أكد فيها أن عمل المنظمة على مدى 50 عاما لم يكن ليكتمل لولا جهود قادة الدول الأعضاء الذين آمنوا بأهداف المنظمة، حتى صارت نموذجا للعمل الإسلامي المشترك الذي يشمل جميع المجالات. وأعرب الدكتور العثيمين عن شكره وتقديره للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رئيس القمة الإسلامية، وولي عهده، على ما تحظى به المنظمة من مؤازرة ودعم، فضلا عن دور المملكة الفاعل في وحدة الأمة الإسلامية وإعلاء شأنها، ودعم العمل الإسلامي المشترك، ومكافحة الإرهاب والتطرف.

إشادة

وعدّ الأمين العام ما قامت به المنظمة من إنجازات تتويجا لجهود الوزراء وأجهزة المنظمة المساندة الاستشارية، معربا عن تقديره للجميع بهذه المناسبة، منوها بجهود المملكة في تطوير قطاعاتها التنموية المختلفة عبر رؤية 2030 التي تهدف إلى النهوض بالاقتصاد وتنويع الاستثمار. تكريم بعدها جرى تكريم شخصيات إسلامية على هامش الاحتفالية لإسهاماتها الكبيرة في تحقيق أهداف منظمة التعاون الإسلامي، حيث تم تكريم المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد ناصر الشثري، من السعودية، والشرطية نائلة حسن من نيوزيلندا، ووقار الدين الناشط في أقلية الروهينجا المسلمة، ومحمود مال بكري الأكاديمي من الكاميرون، بالإضافة إلى أحمد عبادي من المغرب، ورجل الأعمال الإماراتي جمعة الماجد. وشهدت فقرات الحفل عرضا وثائقيا يحكي الأعمال التي تضطلع بها منظمة التعاون الإسلامي. حضر الاحتفال الأمير تركي الفيصل ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، والمستشار بالديوان الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل، والأمير سعود بن عبدالله بن جلوي مستشار أمير منطقة مكة المكرمة وكيل محافظة جدة، وعدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، وأعضاء السلك الدبلوماسي في المملكة، والمفكرين والمثقفين والإعلاميين.