من طبيعة حياتنا الاجتماعية الخروج للصحراء (السفاري)، ويسمى (البَر)، وتسمى الرحلة بالعامية (كشته).

ولم تجرِ العادة في العقود الماضية على نصب الخيام بشكل دائم حول المدن، وإنما في الصحراء إما للبادية بشكل دائم أو لغيرهم وقت الأمطار و(الربيع)، ثم يفكون خيامهم نهاية الرحلة أو نهاية الموسم، وينظفون المكان بعد الإزالة بكل أمانة وضمير.

ولكن الواقع اليوم أن أطراف المدن مليئة بالمخيمات التي تعطي منظرا غير حضاري وبشكل فوضوي وتلوث بصري، سواء للقادم بالطائرة (وكأنها مخيمات لاجئين)، أو للمتنقل براً بسيارته، حيث يرى مبالغة في عدد المخيمات الملاصقة للمدن وحتى المطار كما هو في مدينة الرياض مثلا، وهي العاصمة التي يجب مراعاة مظهرها الحضاري وليس بهذا الشكل المشوه للأسف الشديد.

وحتى لا أكون مبالغا فلنذهب في جولة شمال الرياض وفي الثمامة وحول المطار لنرى الواقع المؤسف الذي لا يليق بدولة كالسعودية، فضلا عن العاصمة ورؤية 2030 وموسم الرياض الترفيهي والسياحي والثقافي والرياضي والحضاري.

ومن المصلحة العامة لمظهر المدينة أن يتم إلغاء كل هذه المخيمات وإبعادها لمئة كيلو متر خارج المدينة وبشكل مقنن ومدروس، على أن يتم تنظيف تلك الأماكن بعد إزالتها وإعادتها إلى شكلها الطبيعي.

فضلا عن أن هذا يعتبر من الاعتداء على الأملاك العامة للدولة، ناهيك عن الملاحظات الأمنية، والموضوع يحتاج إلى دراسة وحلول تراعي جميع المصالح الخاصة والعامة، وإيجاد الحلول الحكيمة.