أعلن رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، أمس، أنه لا يرغب في تولي رئاسة الحكومة المقبلة، على وقع توتر حاد بين القوى السياسية في لبنان الذي يشهد منذ أكثر من شهر احتجاجات شعبية تدعو لرحيل الطبقة السياسية مجتمعة.

وقال الحريري في بيان إنه إزاء «الممارسات العديمة المسؤولية» من القوى السياسية وحالة «الإنكار المزمن» لمطالب المتظاهرين، «أُعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة «ليس أنا، بل أحد آخر» لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات».

وأضاف «إزاء هذه الحالة الخطيرة، والمانعة لتفادي الأسوأ سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، لا سمح الله، وجدت أنه من واجبي أن أصارح اللبنانيين واللبنانيات، كما عودتهم دائما، لعل في هذه المصارحة مدخلا لتحريك عجلة المعالجات وفتح الباب أمام البدء بالحلول السياسية والاقتصادية الضرورية».

حالة الإنكار

وتابع الحريري، إن «حالة الإنكار المزمن بدت وكأنها تتخذ من مواقفي ومقترحاتي للحل ذريعة للاستمرار في تعنتها ومناوراتها، ورفضها الإصغاء إلى أصوات الناس ومطالبهم المحقة»، وقال إنه: «عندما أعلن عن استقالة الحكومة تجاوبا مع الناس ولفتح المجال للحلول، أجد من يصر أني استقلت لأسباب مجهولة».

وتابع الحريري «عندما أعلن على الملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلا للخروج من الأزمة الاقتصادية الحادة إلا بحكومة أخصائيين، وأرشح من أراه مناسبا لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لما من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة «أنا أو لا أحد» ثم على قاعدة «أنا ولا أحد»، علما أن كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولا وممارسة».

مسؤولية التأخير

وانتقد الحريري أطرافا لم يسمها «بأنهم ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قرارا من «سعد الحريري المتردد» لتحميلي، زوراً وبهتاناً، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة»، معربا عن أمله في أن يبادر عون بعد قراره «فورا إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة، لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة».

على صعيد آخر، أعلن الجيش اللبناني أمس عن اعتقال شخص في طرابلس أطلق النار على منزل رئيس الحكومة الأسبق، نجيب ميقاتي.

ونشر الجيش بيانا له، على حسابه في «تويتر»، قال فيه «أوقفت دورية من مديرية المخابرات المدعو «ي. ح» في محلة الكورنيش البحري ـــ طرابلس، لإقدامه على إطلاق النار من بندقية بومب أكشن باتجاه منزل رئيس مجلس الوزراء السابق، نجيب ميقاتي، من دون وقوع إصابات»، فيما تمت مباشرة التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص.

استمرار التوتر

وخيّم التوتر على تجمعات المحتجين في لبنان الذين أكدوا تصميمهم على مواصلة الحركة الاحتجاجية، غداة تهجم مئات من أنصار حزب الله وحركة أمل على تحركهم، فيما تراوح الأزمة السياسية مكانها وسط كباش بين القوى الرئيسية على وقع انهيار اقتصادي ومالي، رغم تحذيرات المجتمع الدولي ودعوته إلى الإسراع في تشكيل حكومة تحظى بثقة اللبنانيين.

ومساء الإثنين عاد مناصرون لحزب الله وحركة أمل على متن دراجات نارية إلى محيط ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث تنفذ قوى الأمن انتشارا مكثفا، حاملين صور رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل نبيه بري، وقد رشقوا بالحجارة خيم المعتصمين هاتفين «شيعة شيعة» قبل أن يغادروا، فيما أفادت لاحقا، وسائل إعلام محلية عن إطلاق رصاص كثيف في محلة الكولا في بيروت لدى عبور موكب دراجات نارية.

انتقادات الحريري للمشهد السياسي في لبنان

- وجود ممارسات عديمة المسؤولية من القوى السياسية

- وجود حالة إنكار مزمن لمطالب المتظاهرين

- انتظار قرار الحريري محاولة لتحميله المسؤولية

- المصارحة هدفها تفادي الأسوأ سياسيا واقتصاديا وأمنيا