كشف مصدر في صنعاء أن الحوثيين استقبلوا المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث بمطلب رئيس ومهم بالنسبة للانقلابيين بضرورة الدعوة إلى هدنة عاجلة، وذلك في محاولة لردف جبهاتهم بالمقاتلين الجدد وتسهيل إيصال الأسلحة والذخيرة للميليشيات في مواقعهم، وصرف الأنظار عن تنفيذ اتفاق استوكهولم.

وأضاف المصدر لـ»الوطن» أن الحوثيين رتبوا فور وصول جريفيث إلى صنعاء الأحد الماضي عقد لقاء عاجل معه، وطالبوه بضرورة الدعوة لهدنة عاجلة وإجبار كافة الأطراف الالتزام بها، وهددوا أن هذا المطلب يعد أساسيا وعنصراً رئيسياً لأي عمل قادم، وفي حال لم يتم الالتزام بالهدنة فإن الجماعة لن تنظر لأي أمور أخرى.

اجتماع مهم

وكشف المصدر عن اجتماع مهم عقدته قيادات حوثية قبيل زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء بحضور مستشارين إيرانيين ومن حزب الله في مزرعة شرق صنعاء تعود ملكيتها لأحد القيادات الحوثية، ومشاركة بعض الأسماء من المجلس السياسي وحكومة بن حبتور وحضور رئيس ما يسمى الاستخبارات العسكرية أبو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي وشخصيات أخرى.

واتفق المجتمعون بالإجماع على أن يكون النقاش مع جريفيث ينحصر على محورين لا ثالث لهما الأول المطالبة الفورية بهدنة بين كافة الأطراف، ووضع آلية لنقل بعض المصابين من القيادات الحوثية الذين تستدعي حالتهم ضرورة نقلهم للعلاج في الخارج، على ألا تخوض الجماعة في نقاشات مع المبعوث أو اتخاذ أي إجراء أو قرار، إلا بعد موافقته الفعلية على وضع هدنة عاجلة.

غياب وزير الدفاع

وأشار المصدر إلى أن وزير الدفاع في حكومة الانقلابيين اللواء محمد العطفي لم يحضر اللقاء نظرا لعدم مبالاة الحوثيين بوجوده من عدمه أو منحه أي أهمية، رغم أن هذ المطلب الذي يدور حول طلب الهدنة لسبب يتعلق بوزارة الدفاع ومقاتلي الحوثيين في الجبهات.

وبيّن أن الحوثيين فقدوا خلال السبعة أشهر القريبة الماضية عددا كبيرا من مقاتليهم في الجبهات بينهم قيادات رفيعة جدا، إضافة إلى أن ضربة التحالف العربي قبل أسبوعين في محافظة صعدة تسببت في شلل كبير للميليشيات وأفقدتهم قيادات ميدانية كبيرة وخبراء ومسؤولين عسكريين، الأمر الذي أجبر الحوثيين حاليا على المطالبة بنقل مصابين للعلاج في الخارج، خصوصاً بعدما أوصت مستشفيات العاصمة صنعاء بذلك نظرا لعدم توفر الإمكانيات اللازمة لعلاجهم في الداخل.

حالة النفور

وأكد المصدر أن حالة النفور التي تعاني منها الجبهات من عدم التحاق مقاتلين جدد بصفوف الميليشيات تسببت في نكسة كبيرة في الجبهات، إضافة إلى هروب العديد من مقاتليهم، مع عدم رغبة بعضهم البقاء في صفوفهم، نظرا لعدم تسلمهم مرتباتهم لسنوات، فضلاً عن سقوط مواقع متعددة خلال الأيام والأسابيع الماضية بيد الحكومة الشرعية، وتراجع الحوثيين من عدة مواقع في الساحل الغربي وتراجعهم زاد من الأزمة الراهنة.

جبهات الحديدة

وبيّن أن الحوثيين قاموا خلال الفترة الحالية بردف جبهات الحديدة بعدد من المقاتلين كنوع من إظهار أن لديهم أعداد كبير من المقاتلين، بينما أن حقيقة ما يجري هي عملية تعرية لبعض المواقع على حساب مواقع أخرى، بسبب نقص الأسلحة والذخيرة والصواريخ، وتابع «لذا فإن الحوثيين يريدون من هذه الهدنة التي يطالبون بها عدة أمور أبرزها ضم مقاتلين جدد لصفوفهم، تسهيل وصول الأسلحة والذخيرة للميليشيات في مواقعهم، استغلال فترة الهدنة لبحث أسباب الانهيارات في الجبهات خلال الفترة القريبة الماضية، إلى جانب صرف الأنظار عن ميناء الحديدة وترتيبات تنفيذ استوكهولم.

لماذا يطالب الحوثيون جريفيث بالهدنة العاجلة

- ردف الجبهات بعدد من المقاتلين الجدد

- تسهيل وصول الأسلحة والذخيرة للميليشيات في مواقعهم

- استغلال الهدنة لبحث أسباب الانهيارات في الجبهات

- صرف الأنظار عن ميناء الحديدة واتفاق السويد