دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال مايو الماضي لعقد 3 قمم في مكة المكرمة، كانت الاستجابة لها كبيرة، وحققت نتائجها المرجوة، مؤكدة على عمق الدور الريادي الذي تتحلى به المملكة، وعلى الاحترام الكبير الذي يفرضه خادم الحرمين الشريفين في العالم، مما يجعل تلبية دعوته في رأس اهتمامات دولها.

وتولت القمم الثلاث التصدي للمشكلات التي تواجه الأمة، واهتمام المملكة الإقليمي والدولي بقضايا السلم والأمن والاستقرار في العالم، في ظل التدخلات الإيرانية وأذرعها الإرهابية، إضافة إلى قضية فلسطين والقدس الشريف، والتطرف الذي عانته الدول، فضلا عن قوة القيادة السعودية في تحريك العالمين العربي والإسلامي للاستجابة للتحديات الراهنة. وقال خادم الحرمين في تغريدة بتاريخ 31 مايو 2019 «نجتمع في مكة لنعمل على بناء مستقبل شعوبنا، وتحقيق الأمن والاستقرار لدولنا العربية والإسلامية، وسنتصدى بحزم للتهديدات العدوانية والأنشطة التخريبية، كي لا تعيقنا عن مواصلة تنمية أوطاننا وتطوير مجتمعاتنا».

القمة العربية الطارئة

تصدت القمة العربية الطارئة للتحديات الاستثنائية التي تهدد الأمن العربي، والأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وكذلك حرية التجارة العالمية واستقرار الاقتصاد العالمي المتمثل في العمليات التخريبية التي استهدفت السفن التجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وكذلك محطتي ضخ للنفط في المملكة العربية السعودية من قبل ميليشيات إرهابية مدعومة من إيران.

قمة مكة الإسلامية

عقدت قمة مكة في 31 مايو 2019 تحت شعار «يدا بيد نحو المستقبل» لتبني موقفا موحدا تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي، واعتبرت أن القضية الفلسطينية تمثل الركيزة الأساسية لأعمال منظمة التعاون الإسلامي، وهي محور الاهتمام حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة.

التطرف والإرهاب

اعتبر التطرف والإرهاب من أخطر الآفات التي تواجهها أمتنا الإسلامية، والعالم أجمع، ويجب أن تتضافر الجهود لمحاربتها وكشف داعميها وتجفيف مواردها المالية بكل السبل والوسائل المتاحة. ولفت خادم الحرمين الشريفين إلى أن «الإرهاب ضرب سفنا تجارية قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وعرضها لعمليات تخريب إرهابية، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي».

كما تعرضت محطات لضخ النفط في المملكة لعمليات إرهابية عبر طائرات دون طيار من قبل ميليشيات إرهابية مدعومة من إيران، مما أكد أن تلك الأعمال الإرهابية التخريبية لا تستهدف المملكة ومنطقة الخليج فقط، وإنما تستهدف أمن الملاحة وإمدادات الطاقة للعالم، وتبقي العالم على شفير الهاوية والحرب التي قد لا تنطفئ نارها.

النازحون واللاجئون

أعرب خادم الحرمين الشريفين عن أسفه من أن يشكل المسلمون النسبة الأعلى بين النازحين واللاجئين في العالم جراء الاضطرابات والحروب، وانحسار فرص العيش الآمن في بلدانهم، لافتا إلى أن المملكة تمد يد العون والمساعدة عبر الجهد الإنساني والإغاثي، حرصا على سيادة وأمن واستقرار الدول الإسلامية.

هيكلة منظمة التعاون

في خطوة لتعزيز القدرة الأدائية، دعا خادم الحرمين في كلمته في القمة إلى إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها وإصلاح أجهزتها، لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها أمتنا، وتابع «المملكة العربية السعودية ستسعى من خلال رئاستها لأعمال القمة إلى العمل مع الدول الأعضاء والأمانة العامة للمنظمة للإسراع في تفعيل أدوات العمل الإسلامي المشترك».

القمة الخليجية

جاءت قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الطارئة التي عقدت في قصر الصفا بمكة 2019 لتؤكد على حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة، وأن يدها ستظل ممدودة للسلام دائما.

وكان تدخل النظام الإيراني في شؤون جيرانه حاضرا في القمة، واعتبر خادم الحرمين الشريفين أن تدخل النظام الإيراني السافر وتطوير برامجه النووية والصاروخية، وتهديده حرية الملاحة العالمية بما يهدد إمدادات النفط للعالم، يعد تحديا سافرا لمواثيق ومبادئ وقوانين الأمم المتحدة لحفظ السلم والأمن الدوليين.

عمل مرفوض

لفت الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى أن دعم النظام الإيراني للإرهاب عبر أربعة عقود وتهديده الأمن والاستقرار بهدف توسيع النفوذ والهيمنة، هو عمل ترفضه الأعراف والمواثيق الدولية، وتابع «ما جرى من استهداف أحد أهم طرق التجارة العالمية بعمل تخريبي طال أربع ناقلات تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، يستدعي منا جميعا العمل بشكل جاد للحفاظ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون».

حرص

تعضيدا لموقف السعودية الثابت، أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على حرص المملكة على أمن واستقرار المنطقة، وتجنيبها ويلات الحروب، وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار لكافة شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإيراني، وتابع «يد المملكة دائما ممدودة للسلام، وسوف تستمر بالعمل في دعم كافة الجهود للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة».

غطرسة

في رد حاسم على الغطرسة الإيرانية، أكد الملك سلمان أن عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة، هو ما قاده إلى التمادي والتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية من تهديد للأمن والسلم والدوليين.

تقويض

اعتبر خادم الحرمين الشريفين في خطابه في القمة أن مكائد النظام الإيراني وأعماله الإرهابية التي يمارسها مباشرة أو من خلال وكلائه بهدف تقويض الأمن العربي ومسيرة التنمية في البلاد العربية، ليس أمرا جديدا، لكنه أكد قدرة الشعوب العربية على مواجهة هذه المكائد، وتحقيق تقدم في مساراتها التنموية والاقتصادية والمحافظة على الأمن العربي.

تعاون

شدد خادم الحرمين على أن يد المملكة العربية السعودية ستكون دائما ممدودة للتعاون والتحاور مع دول المنطقة والعالم في كل ما من شأنه تعزيز التنمية والازدهار، وتحقيق السلام الدائم لدول وشعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإيراني.