نادرا، ما يحدث، ارتقاء اسم أديب، بوجوده الذاتي، إلى إجلال وتقدير يجمع عليه الكل. هذا ما حققه الراحل عبدالفتاح أبو مدين، آخر من تبقى من جيل الرواد في السعودية، الذي حقق خلال مشواره الطويل جوهر المقولة (ألا ليت الإنسان ينسجم مع نفسه دائما)، فعاش الفكر والكلمة والمثابرة والدأب، لينقش في ذاكرة الزمان السعودي وثيقة خالدة من وثائق التنوير، تجسد في رئاسته لنادي جدة الأدبي على مدى ربع قرن، جابه خلاله كل التحديات التي واجهته من قبل المتشددين، مراهنا على الوعي السليم، متجاوزا كل العقبات بكل ما فيها من عواصف، التي بدأت عقب توليه رئاسة النادي عقب رحيل رئيسه الأول التنويري الكبير محمد حسن عواد عام 1981، ليبدأ جولة، بل جولات من تأكيد الرهان على العقل والوعي أولا، لتحديث الفكر والأدب تطلعا لحداثة المجتمع.

دعم أبو مدين وهو يقود مؤسسة ثقافية في مدينة كبرى كمدينة جدة، الشبان والوعي الجديد، لم يكن رهانه على حسابات ذاتية، ولم يكن موقفه في مستوى الضغائن التي ما فتئ المناوئون على وضعها في طريقه، وهو يدعم الشباب والمرأة في نادي ظل يغرد شبه وحيد طيلة سنوات الاحتقان مع التيار المتشدد، طيلة حقبة الثمانينات التي يمكن أن يطلق عليها «سنوات الجمر».. الجمر الذي قبض عليه أبو مدين، ليستحيل بين يديه نورا وشعلات أضاءت الدرب لعشرات من المبدعين والكتاب.

عبدالفتاح أبو مدين (1925 - 2019)

ولد في بنغازي عام 1925

نشأ وترعرع في المدينة المنورة

أصدر (الأضواء) أول جريدة تصدر في جدة خلال الحكم السعودي عام 1957

أسس مجلة الرائد الثقافية

رأس تحرير صحيفة البلاد (صوت الحجاز) لمدة سبع سنوات

كُرّم في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث عام 2009

من مؤلفاته

أمواج وأثباج (نقد أدبي)

وتلك الأيام (تجربة صحافية)