عاد الإرهاب ليضرب مجددا إحدى الدول الأوروبية وهي بريطانيا، الأمر الذي فتح الباب أمام احتمالات لظهور هجمات إرهابية جديدة، خصوصا تلك التي تحمل أسلوب «الذئاب المنفردة»، وذلك بالتزامن مع الاستعدادات لاستقبال أعياد الميلاد. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بتشديد عقوبات السجن بحق المدانين بالإرهاب، وقال إنه سيشدد العقوبات الصادرة بحق المدانين بالجرائم العنيفة والإرهاب مثل منفذ هجوم جسر لندن، الذي قتل شخصين الجمعة الماضي، وذلك إذا فاز في الانتخابات العامة التي تجرى الشهر الجاري.

في غضون ذلك، حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، من قيام تنظيم داعش الإرهابي بعدد من العمليات الإرهابية في الغرب مع اقتراب أعياد الميلاد.

تبادل اتهامات

قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمس، إن هناك حالات تستدعي سجن المدانين بتهم إرهابية مدى الحياة، بما يشير إلى أن أي حكومة جديدة للمحافظين ستشدد إجراءات العقوبات.

ونفذ عثمان خان (28 عاما)، والذي كان يرتدي سترة ناسفة وهمية وملوحا بسكين، الهجوم العشوائي قبيل الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي الجمعة عند مؤتمر لإعادة التأهيل كان منعقدا قرب جسر لندن. وطرح مارة المهاجم أرضا ثم أطلقت الشرطة النار عليه وأردته قتيلا. وكان خان، الذي قد أدين في السابق بتهم إرهابية، قتل شخصين في لندن يوم الجمعة، الأمر الذي أثار موجة من تبادل الاتهامات بين السياسيين البريطانيين أمس.

وقال راب لمحطة سكاي نيوز «قلنا إننا نتوقع أن يصدر بحق المجرمين الإرهابيين الخطرين حكم بعقوبة بالسجن 14 عاما على الأقل. لا نعتقد أن تلك الحالة تستدعي بالضرورة إطلاق سراحهم جميعا.. نعتقد أنه في بعض الجرائم ينبغي سجنهم مدى الحياة.. ونعتقد أن المدانين بالإرهاب يجب أن يقضوا فترة عقوبتهم كاملة».

تحذيرات مهمة

أوضح المرصد المصري أن مقتل أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش الإرهابي، وتلقي التنظيم هزائم عديدة، قد يدفع التنظيم لإثبات وجوده وعدم تأثره بمقتل زعيمه. وأضاف أن العديد من أجهزة الأمن في أوروبا اعتادت أن تصدر تحذيرات بشأن عمليات إرهابية في أسواق أعياد الميلاد المزدحمة، حيث تمثل التجمعات البشرية الكبيرة فرصة مناسبة لهجمات الدهس باستخدام السيارات الكبيرة والمتوسطة، التي توقع عددا هائلا من الضحايا والمصابين، وتنشر الرعب بين سكان تلك الدول.

وذكر المرصد أن سجل داعش الإرهابي مليء بعمليات دهس وطعن وقعت بالقرب من أعياد الميلاد وغيرها من المناسبات التي تشهد ازدحاما. ففي يوليو 2016 دهس إرهابي ينتمي لتنظيم داعش، باستخدام شاحنة كبيرة، حشودا تجمعت للاحتفال بيوم الباستيل، مما أسفر عن مقتل 86 شخصا وإصابة العشرات قبل إطلاق النار عليه، وفي ديسمبر من العام نفسه شهدت برلين استهدافا لسوق أعياد الميلاد من قبل مهاجم يقود شاحنة مسروقة، مما أسفر عن مصرع 12 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين.

وشدد المرصد على ضرورة بذل كافة الجهود الأمنية والاستخباراتية لمنع هجمات الدهس والطعن خلال أعياد الميلاد، كونها تمثل طوق النجاة للتنظيم للعودة إلى واجهة الإرهاب العالمي مرة أخرى، بعد أن توارى خلال الفترة الماضية، إضافة إلى كون تلك الأعمال تسهم بشكل فعال في توجيه دفة المتطرفين حول العالم نحو تنظيم داعش كقبلة «للجهاد» المزعوم، بعد أن شهد التنظيم موجات متلاحقة من الهزائم والانشقاقات والفرار، والتي أثرت على قدراته وقوته بشكل كبير.

هجمات داعش الإرهابية في أوروبا

- 13 نوفمبر 2015

استهداف مسرح «باتاكلان» في باريس وشوارع بيشا وأليبار ودي شارون ومحيط ملعب فرنسا، ونتج عنه مقتل 130 وأكثر من 400 جريح.

- 22 مارس 2016

تفجيرات في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل ومحطة القطارات «مالبيك» القريبة من مقر الاتحاد الأوروبي، أسفرت عن مقتل 35 شخصا وإصابة 340.

- 14 يوليو 2016

دهس تونسي مقيم في فرنسا، يدعى محمد لحويج بوهلال، بشاحنة كان يقودها، حشود المحتفلين بـ«يوم الباستيل». وأسفر الهجوم عن مقتل 87 شخصا وإصابة 434 آخرين.

- 19 ديسمبر 2016

عملية دهس في سوق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين، باقتحام شاحنة كان يقودها التونسي أنيس العامري، الحشود في السوق، وأدى إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 56 آخرين.

- 22 مارس 2017

عملية دهس على جسر وستمنستر في ساحة البرلمان وسط العاصمة البريطانية لندن، نفذها البريطاني أدريان راسل ألمس، الذي تسمى باسم خالد مسعود بعد اعتناقه الإسلام.

- 22 مايو 2017

تفجير انتحاري في مدينة مانشستر البريطانية، ضرب إستاد «مانشيتر أرينا» أثناء حفل موسيقي للمغنية الأميركية الشهيرة أريانا غراندي. وحصد الهجوم أرواح 23 شخصا وتسبب بإصابة 250 آخرين.

- 3 يونيو 2017

سلسلة هجمات في جسر لندن نفذتها مجموعة من 3 أشخاص، بسيارة «فان»، ودهسوا المارة على جسر لندن، ثم خرجوا من السيارة، وطعنوا مرتادي مطاعم ومقاهٍ بالسكاكين في منطقة بورو ماركت. ووقع في هذا الهجوم 11 قتيلا و48 جريحا.

- 17 أغسطس 2017

سلسلة هجمات في عاصمة إقليم كتالونيا الإسباني، مدينة برشلونة، وبلدية الكانار ومدينة كمبريلز. ودهست سيارة «فان» المارة في شارع «لا رامبلا» في برشلونة، مما أدى إلى مقتل 13 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.

- 7 أبريل 2017

هجوم ستوكهولم، حيث دهست شاحنة في الشارع الرئيسي للتسوق في المدينة عددا من المارة قبل أن تصطدم بمبنى مركز تجاري. وراح ضحية الاعتداء 4 أشخاص وأصيب في الحادث 15 آخرون.