تمكّن العلماء من التوصل إلى نسخة معدلة من فيروس لقاح الجدري وتطويع الجهاز المناعي ضد السرطان في الفئران المصابة بأورام «الساركوما»، وهي نوع من أنواع السرطانات الخبيثة التي تصيب الأنسجة العظمية أو الأنسجة الرخوة مثل: العضلات والأنسجة المبطنة أوالمحيطة بأعضاء الجسم. حيث كشفت دراسة جديدة، إلى أن الجمع بين استخدام الفيروسات لقتل الخلايا السرطانية والعلاج المناعي يمكن أن يكون علاجا فعالا للتخلص من هذا النوع من الأورام.

السلالة الفيروسية المعدّلة

أكدت المتخصصة في علم الوراثة والتقنية الجزئية بجامعة الإمام عبدالرحمن، ندى الأحمدي، أن سلالة VACV-GLV-1h68 والمشتقة من سلالة recombinant vaccinia virus (VACV) الفيروسية، تستخدم عادة في العلاج الجيني. وأضافت أن هذه السلالة والتي تم تعديلها لتصبح مؤهلة للانقسام المتكرر داخل الخلايا السرطانية مع إضافة عدة تحسينات في الجينوم الفيروسي عن طريق تطبيقات الهندسة الوراثية، سهلت من عملية اندماج الفيروس وزيادة قدرته على التعبير الجيني بالإضافة إلى زيادة فعالية توجيهه بدقة أكثر لمهاجمة الخلايا السرطانية دون غيرها.

تحفيز الجهاز المناعي

أشارت الأحمدي، إلى أن العلماء استطاعوا عن طريق استخدام الأورام في الفئران والخلايا البشرية، دراسة تأثير الإصابة بفيروس اللقاح المعدّل ومهاجمته للخلايا السرطانية بشكل انتقائي، ومعرفة ما إذا كانت الإصابة الفيروسية يمكن أن تعرقل عمل الجهاز المناعي في التعرّف على الخلايا المتسرطنة. حيث أثبتت الدراسات السابقة صعوبة تعرّف الجهاز المناعي على هذا النوع من أورام الساركوما، لذلك أضحى أحد الحلول التي طُرحت، هو استخدام الفيروسات المعدّلة وراثيا، لتحفيز الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة المحيطة بها، دون أن يكون لهذه الفيروسات تأثير سام على الإنسان.

الخليط الثلاثي المركب

أشارت النتائج التي خلصت لها هذه الدراسة المنشورة في مجلة Clinical Cancer Research والممولة من قبل الجمعية الخيرية Sarcoma UK والكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، إلى أن الفيروس المعدّل تمكن من إصابة الخلايا السرطانية وقتلها بشكل مباشر، كما قام أيضًا بجذب الخلايا المناعية إلى مكان الورم للتخلص من الخلايا المتسرطنة. وكانت نتائج التقرير المعملي أفادت أن جميع الفئران التي تلقت العلاج المُرّكب تماثلت للشفاء.

عزل مجرى الدم

أبانت أخصائية علم الوراثة والتقنية الجزئية قيام العلماء بإعطاء الفئران خليطاً ثلاثيًا من فيروس اللقاح المعدّل والعلاج المناعي والعلاج الكيميائي، المستخدم عادةً في علاج السرطان، وذلك عن طريق عزل مجرى الدم في الطرف المصاب عن بقية الجسم - وهو الإجراء المستخدم بشكل روتيني في علاج أورام الساركوما والأورام الخبيثة الأخرى.

تطوير أساليب المعالجة ضد الأورام

الجدير بالذكر، أن هذا النوع من الدراسات والأبحاث في المجالات الطبية والصيدلانية، تزيد من فهم المختصين بهذه النوعية من الأمراض السرطانية، كما أنها تسهم في تطوير الأساليب العلاجية لأنواع السرطانات المستعصية علاجها بالأساليب العلاجية المتوفرة في الوقت الراهن.

طرق أخرى للعلاج

الجراحة

العلاج الإشعاعي

العلاج الكيميائي

التجارب السريرية

الطب البديل