شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها، على أهمية قضية القيم الأخلاقية والأداب المرعية، وذلك في حديثه عن «الإلهام في حماية الذوق العام»، وقال الشيخ السديس «الأخلاق والقيم في كل أمة عنوان مجدها، ورمز سعادتها، وتاج كرامتها»، وأضاف «الإسلام وحده لا غيره ولا سواه هو موئل القيم والفضائل، والمهد البديع لشمّ المثل والخلائل، فكانت مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ومعالي القيم من أسمى وأنبل ما دعا إليه الإسلام، حيث تميز بنظام أخلاقي فريد لم ولن يصل إليه نظام بشري أبدا، وقد سبق الإسلام بذلك نظم البشر كلها، ذلك لأن الروح الأخلاقية في هذا الدين منبثقة من جوهر العقيدة الصافية».

وأردف «الآداب والقيم السمة البارزة في سيرة الرّعيل الأول من سلف هذه الأمة، فأولوها اهتمامهم قولاً وعملاً وسلوكًا»، مضيفا «الذين يهرعون إلى الرذائل لهم الذين ينكثون عرى مجتمعاتهم المتينة، ويزرون بشموخ أمّتهم السامية، وإنكم لترون في الطرقات والشوارع عجبًا لا ينقضي، فأي مراعاة للذوق العام حينما ترى فئاما يتلفظون بألفاظ السوء دون حياءٍ أو استحياء، ويصرخون بكلماتٍ تصكّ الآذان ويستحي من سماعها الجماد والحيوان، وأصل ذلك كله تهاونٌ بالأخلاق واستخفاف بالذوق العام، وضعف إيمان، وصنف لا يفرقون بين المساجد وغرف النوم في ألبستهم، ورنين هواتفهم المحمولة يذهب خشوع المصلين، وتراهم يتصدرون المجالس فيهرفون بما لا يعرفون، ويخوضون فيما لا يحسنون، في صفاقةٍ دون لباقة، وفي جرأةٍ دون مروءة، نعوذ بالله من انحطاط الذائقة، والأعمال غير اللائقة، وآخرون أفعالهم أدهى وأمر؛ يعكسون اتجاه السير، ويقتحمون الطريق اقتحام السيل».

وقال «فما أبأس من خالف أنظمة المرور وقواعد السلامة، وامتطى السرعة والاستعجال، ولم يستشعر عاقبة ذلك الوبال في الحال والمآل، وغيرهم يرمون القمامات والنفايات في الأسواق والطرقات، دون أدنى مراجعةٍ للنفس والذات، فالحفاظ على نظافة الطريق إحدى شعب الإيمان، ودلائل البر والإحسان، بل هو أمر الملك الديان، وحسبنا ما تحفل به شريعتنا من حجة وبرهان».

افتراءات

أكد الشيخ السديس أن ليس كل ما يبث في بعض مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات المعلومات من الشائعات والافتراءات والمغالطات إلا وجه كالح وصورة ظلامية، تعكس فساد الأذواق عند شذاذ العقول والآفاق، مشيراً إلى أن النسيج الاجتماعي المتراص الفريد يحتاج إلى وقفة إصلاحية، موضحاً أن واجب الرعية أن يتواردوا على التعاون والتجاوب فيما فيه تحقيق المصالح العامة، ومن درر القرارات، إصدار لائحة الذوق العام؛ للمحافظة على قيم وعادات المجتمع، ومراعاة خصوصيات الناس، ومعاقبة كل من يتلفظ أو يقوم بفعلٍ يضر أو يؤذي غيره خاصة بالأماكن العامة، فها هي بلاد الحرمين الشريفين - لا تزال محفوظة محروسة - تقنّن الأخلاق والقيم بهذا العمل السّبّاق للترقي بالقيم والأذواق، والحفاظ على الآداب والأخلاق.

من صور الخروج عن الذوق العام

التلفظ بألفاظ السوء دون حياءٍ أو استحياء

الصراخ بكلمات تصك الآذان

عدم التفرقة بين المساجد وغرف النوم في ألبستهم

رنين هواتفهم المحمولة يُذهب خشوع المصلين

الهرف بما لا يعرف

عكس اتجاه السير

رمي القمامات والنفايات في الأسواق والطرقات