أكثر من 100 جلسة (مجلس مفتوح)، استقبل فيها أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، المواطنين والمسؤولين، واستمع لمقترحاتهم ومطالبتهم، وأثراها بالحوارات الثقافية والعلمية، وذلك خلال خمسة أعوام، منذ تم تعيينه أميرا للمنطقة، حيث يسير في هذه السنة الحميدة على نهج ملوك هذه الدولة منذ عهد الملك المؤسس – رحمه الله –، وحتى عهدنا الحالي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.

سياسة الباب المفتوح

برز اهتمام أمير القصيم بسياسة الباب المفتوح التي درج عليها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأبناؤه الملوك من بعده، منذ فترة ليست بالقصيرة، حيث أصدر كتابًا عن «المجالس المفتوحة»، بعد أن قدمها كموضوع لرسالة ماجستير في جامعة ولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1988م، ونال عنها درجة الماجستير، كمظهر من مظاهر الحكم المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكوسيلة لتنظيم العلاقة بين الراعي والرعية.

ويرى أمير القصيم في كتابه، الذي يحمل عنوان «المجالس المفتوحة والمفهوم الإسلامي للحكم في سياسة المملكة العربية السعودية»، أن سر نجاح هذا الأسلوب في المملكة يعود - بعد فضل الله وتوفيقه – إلى تمسك قادة هذه الدولة وأفراد شعبها بدين الله عقيدة وشرعة ومنهاجا، ثم بالأسس الراسخة التي أرسى دعائمها الملك المؤسس، وحافظ عليها أبناؤه البررة من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، حيث يتناول هذا الكتاب بالتعليل والتحليل ماهية المجالس المفتوحة في المملكة، باعتبارها سنة حميدة وصورة صادقة للتلاحم بين الشعب وقادته.

الطبيعة الجغرافية

يحتوي الكتاب الذي كتب مقدمته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض، وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بطباعته ضمن سلسلة إصداراتها، على عدد من الفصول والمواضيع من أبرزها: الخلفية التاريخية والطبيعة الجغرافية للمملكة العربية السعودية، وطبيعة التطور السياسي للمملكة، ومراحل التطور السياسي للمملكة العربية السعودية، والأسس الدينية والحضارية للدولة الإسلامية.

زاوية استثنائية

لم يغفل أمير منطقة القصيم الجانب الإنساني حيث خصص «للصم» زاوية استثنائية لترجمة لغة الإشارة في جلسته الأسبوعية يشارك أكثر من 30 مشاركاً من ذوي الإعاقة من الصم، والتي يقيمها سموه بقصر التوحيد بمدينة بريدة.

ويروي حمد الضويان أحد المشاركين من الصم ثمن خطوة أمير منطقة القصيم بتخصيص جانب من مجلسه الثقافي لعكس مشاعره من خلال ما ينقله ويترجمه بلغة الإشارة من علم وتنوع معرفي وثقافي، مشيراً إلى أنه استفاد هو وزملاؤه من هذا اللقاءات كثيراً، والتي يتم عبرها نشر ثقافة متنوعة من بين معززات الأمن الفكري وطرح العديد من الشؤون التنموية وجهود تبذلها القطاعات الحكومية والأمنية والأهلية، في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، مشيراً إلى أنه يتم استقبال كافة المواطنين من خلالها استفاد منها حوالي 750 فرداً من الصم في كل عام.

وعبر الضويان هو وزملاؤه عن سعادتهم في المشاركة في مثل هذه الجلسات المفتوحة، وأن ترجمتها للصم بلغة الإشارة يعكس ترابطاً اجتماعياً يساهم في دمج تلك الفئة بالمجتمع عبر نشر ما يدور بها من فوائد في جلسات سمو أمير القصيم الأسبوعية، لتصل لهم، لافتاً الانتباه إلى حاجتهم بمثل تلك اللقاءات التي تؤكد الالتفاف حولهم وتوعيتهم وإدراكهم، مشيراً إلى أن الجميع يستفيد من المضمون التوعوي للجلسة، مقدماً باسمه واسم المشاركين في هذه الجلسة من الصم والبكم شكرهم وتقديرهم لسمو أمير منطقة القصيم على دعمه واهتمامه بهم، وتوفير كل ما يحتاجونه.