مع تصاعد عدد الأسر الكافلة للأيتام إلى أكثر من 7 آلاف أسرة، أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي، أن مصير دور الإيواء هو الانتهاء والإغلاق.

جاء ذلك على خلفية تصريح ذكره الراجحي خلال ملتقى ميزانية 2020، على أن كل يتيم جديد يذهب إلى أسرة حاضنة، ولا يوجد يتيم يذهب اليوم إلى دور الرعاية.

وقال الراجحي، إن الأيتام الجدد يذهبون اليوم إلى أسر حاضنة ويعيشون في بيئة مناسبة، وإن دور الإيواء والوضع الحالي لها مصيره الانتهاء والإغلاق.

نظام الأسر البديلة

يهدف نظام الأسر البديلة إلى جعل الطفل فاقد الرعاية ينشأ بين أحضان أسرة طبيعية تعوضه عما فقده من حنان بفقدان والديه أو عجزهما عن رعايته، ومن المعلوم تفوق رعاية الأسرية البديلة للطفل على الرعاية المؤسسية بمراحل عدة، إذ توفر للطفل العيش وسط أم وأب يغدقان عليه من الحنان والعطف ما قد يفتقده من عاش في بيئة مؤسسية إيوائية أو في دور التربية الاجتماعية، ومن هنا نرى حرص الوزارة على إيلاء هذا الجانب العناية الكبيرة، حيث وضعت له عددا من المزايا المالية والتسهيلات الإدارية بما يكفل توجيه أكبر قدر ممكن من هؤلاء الأطفال إلى أسر بديلة في المجتمع.

كما تصرف إعانة مالية عن كل طفل لقاء رعايته يصل مبلغها إلى (2000) ريال شهريا للأسرة التي تكفل طفلا دون سن السادسة من العمر، وإلى مبلغ وقدره (3000) ريال شهريا للأسرة التي تكفل طفلا فوق السادسة من العمر (لمن يتقدم بطلبها من الأسر الكافلة)، وفي نهاية مدة الكفالة تصرف للأسرة الكافلة مكافأة قدرها (20.000) ريال عن كل طفل أو طفلة انتهت فترة كفالته.

حالة من العزلة

أثبتت الدراسات أن الطفل داخل الدار يعيش حالة من العزلة تمنع نموه اللغوي والنفسي والعاطفي، كما تبين أن نسبة كبيرة من الأطفال يموتون داخل دار الرعاية. هذا مع توفر الخدمات الطبية والتغذية الجيدة. وعملية الكفالة يتوقع أن تزداد بشكل مطرد في العقود المقبلة، نظرا للتغيرات الاجتماعية والأخلاقية الحالية والمتوقعة، والتي أدت إلى ضعف نسبي في الروابط الأسرية وزيادة معدلات الطلاق والعلاقات غير الشرعية.

حل للمشكلة

شدد الدكتور عبدالله السدحان في بحث له على استخدام نظام الأسر البديلة لحل المشكلة قائلا «إن هذا الشكل من أشكال رعاية الأيتام السائدة في العالم، وتقوم فكرته على احتضان طفل يتيم أو من في حكم اليتيم من قبل إحدى الأسر، ليعيش بينها كأحد أطفالها ويتظلل بمظلة الأسرة الطبيعية، ويجد منها جميع الإشباعات التي يحتاجها، سواء النفسية أو الاجتماعية أو المادية، لينمو نموا متوازنا بين ركني الحياة الأسرية السوية -رجل وامرأة-، ويحقق التكيف الاجتماعي والنفسي المتوازي».

شروط الحضانة الاجتماعية

نصت‭ ‬شروط‭ ‬القبول‭ ‬بدور‭ ‬الإيواء‭ ‬على‭: ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬الحضانة‭ ‬إلا‭ ‬الأطفال‭ ‬السعوديون‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬لهم‭ ‬رعاية‭ ‬أسرهم‭ ‬أو‭ ‬أسر‭ ‬بديلة‭ ‬مناسبة‭.‬

وأن‭ ‬يكون‭ ‬ضمن‭ ‬حالات‭ ‬ذوي‭ ‬الظروف‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬الأيتام‭ ‬أو‭ ‬مجهولي‭ ‬الأبوين‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬حكمهم،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬تعاني‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري‭ ‬أو‭ ‬وفاة‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬حضانة‭ ‬الطفل،‭ ‬أو‭ ‬إصابته‭ ‬بمرض‭ ‬عقلي‭ ‬أو‭ ‬عصبي‭ ‬أو‭ ‬جسمي‭ ‬مستعصٍ.

وأن‭ ‬يكون‭ ‬عمره‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬خاليا‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية،‭ ‬وموافقة‭ ‬من‭ ‬يتولى‭ ‬رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬خطيا‭ ‬على‭ ‬إلحاقه‭ ‬بدار‭ ‬الحضانة‭ ‬بعد‭ ‬ثبوت‭ ‬عجزه‭ ‬عن‭ ‬رعايته‭.‬

دراسة حالة شاملة

أكد المعالج النفسي السلوكي الدكتور عبدالله الحريري لـ«الوطن» على عمل فحص نفسي واجتماعي شامل لقدرة الأسرة بالذات الأشخاص المعنيين في التربية كالأم، من كونهم قادرين من الناحية النفسية والاجتماعية والمالية وهو ما يسمى بدراسة حالة شاملة للأسرة.

وألا يكون لدى أي فرد من أفراد الأسرة الحاضنة أي اضطرابات أو أمراض نفسية، قد تؤثر على فكرة رعاية اليتيم.

أهداف واضحة

أضاف الحريري «لا بد من كتابة أهداف واضحة تكتبها الأسرة للجهة، تبين مستقبل المحضون لديهم من الجانب المهني والتعليمي والتربوي. وكيفية العناية به وبصحته، والملاءمة والمواءمة بينه وبين إخوانه من أبناء الأسرة الحاضنة، وإن لم يبلغ الرشد متى يتم إبلاغه أنه يتيم».

كما أكد أن من مصلحة اليتيم أن يتم رعايته من قبل القرابة في حال توفرت فيها معايير الحضانة، وفي حال عد توفرها فلا مانع من احتضانه من قبل أسر أخرى لإشراكهم في المجتمع.

رغبة الأسرة

أبان الحريري أن رغبة الأسرة في الاحتضان هي قناعة، ولها ارتباط بالقيم الإنسانية والدينية، ولا تكون ردود فعل أو تعويضا لحالة نقص في الأبناء، لأنها سيكون لها ردود فعل نفسية أثناء التربية. كالدلال الزائد الذي قد يصل بالمحضون إلى سلوكيات طائشة ومنحرفة في فترة الطفولة والمراهقة.

المتابعة المستمرة

أشار المعالج النفسي إلى ضرورة المتابعة الشهرية المستمرة من قبل الجهة المعنية، وتكون عبارة عن زيارات للبيت للالتقاء بالأسر ومعرفة كيف يتم التعامل مع المحضون. وفي حال بلوغ الطفل وإدراكه فلا بد من الجلوس معه على انفراد وأخذ رأيه في حضانة الأسرة له.

جلسات الدعم

أكد الحريري لأهمية جلسات دعم الأسرة والمحضون، فبعض الأسر لديها رغبة التبني ولكنها تفتقر إلى كيفية التعامل مع المحضون. مثل جعله ذا رأي في اختياراته الدراسية ومساعدته في تحديد ميوله واتجاهاته المستقبلية، والاعتراف بحقوقهم المشتركة والحقوق التوكيدية لكلا الجنسين، ويتم التأكد أن الأسر تؤمن بهذه الحقوق.

علاقة تكاملية مترابطة

أكد المستشار النفسي الدكتور سامي الأنصاري لـ«الوطن» أنه لا بد أن تكون العلاقة بين الجهة المعنية والأسرة الحاضنة علاقة تكاملية مترابطة للوصول للهدف المنشود، وأن تكون الرعاية في سن مبكرة حتى يتم التعايش مع الأسرة والتأقلم معها. وفي حين كان المحضون بلغ الـ18 أو حتى الـ20 يصبح قادرا على تحمل مسؤوليته بنفسه فلا مانع من توليه لها، ومن إعطائه الثقة الكافية.

احتمالات وراء قبول الأسرة للتبني

- حل مشكلة العقم في الأسرة باستحضار طفل

- الرغبة في الأجر تجاه هذا الطفل

مشكلات تربوية في الأسر البديلة

- الإهمال

- الغيرة

- التفرقة في التعامل

المستفيدون من برنامج كفالة يتيم 2018

- 8412 يتيما

- 7358 أسرة كافلة

جمعيات كفالة الأيتام في المناطق

- الرياض 18

- الشرقية 8

- الجوف 2

- مكة المكرمة 24

- القصيم 7

- جازان 24

- الباحة 5

- حائل 5

- الحدود الشمالية 2

- تبوك 5

- المدينة المنورة 24

- عسير 24

- نجران 5