فيما يشكل فصل الشتاء موسماً لخبراء الطقس والمناخ أو السحابيين كما يحلو للبعض تسميتهم بذلك، نجد أنهم ينشطون فيه لعرض توقعاتهم، ويعمدون لحديث الجسد للفت الانتباه، وذلك بعد أن ضيقت عليهم التطبيقات البرمجية العالمية المختصة بالطقس والمناخ وحركة الرياح والسحب، ويجدون في الأمثال الشعبية وعرض توقعاتهم بملابس وأزياء شعبية وأوانٍ فخارية قديمة لكسب رضا الجمهور والقيام بحركات راقصة، والتي لاقت ردود أفعال ساخرة من المتابعين.

سحابيو الشتاء

ذكر عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور خالد الزعاق، أن تحليل الطقس بحركات الجسد عرض إبداعي يترك أثرا في المتلقي ويخدمنا كحماة علم الطقس والمناخ في الحفاظ على موروثنا الشعبي، إذ نعيش في ثورة معلوماتية تسمى قنوات التواصل، ولابد أن نضفي شيئا من الإبداع لجذب العيون.

إزعاج الذائقة

يفسر عدد من مشاهير المناخ (خبراء الطقس) أن عرض المعلومة بالكاركتر الراقص أو الحركات الجسدية - المعروفة لدى مستخدمي مواقع التواصل باسم (بتسجيل الدخول)، وربط أيام السنة وشهورها بأسماء وأمثال شعبية، ما هو إلا جزء من الموروث الذي أخذوه من معلميهم، وهي عبارة عن تبسيط للمعلومة وربطها بحياة الناس لنقل هذا العلم لغيرهم والحفاظ على الموروث، في وقت حذر المختصون من إزعاج ذائقة الجمهور بالمبالغة في هذا النوع من الاتصال الذي لا يخدم بقاءهم في الساحة.

علاقة متينة

ذكر الزعاق أن «علاقة الإنسان بالمناخ علاقة وطيدة وقديمة، وعلاقة مجتمعنا علاقة متلازمة بالمناخ وما ورثناه من قواعد المناخ هي قواعد ناتجة من التجربة، وهذه القواعد تعتبر إرثا عظيما ودقيقا بالنسبة لتقلبات المناخ من فصل لآخر وعلينا المحافظة عليها وعرضها للأجيال».

الوهم البصري

قال أستاذ علم الاجتماع وخبير لغة الجسد ناصر الشريف، أفادت أبحاث علمية أُجريت على أشخاصٍ يلقون خطابات عامة أن إيماءات أياديهم يمكن أن تُغير وبشكل فعال الطريقة التي ينظر بها إليهم من جانب الجماهير، ومن يوظف لغة جسده بشكل إيجابي، يمنحه ثقة عالية في نفسه والاتصال الأمثل وهو أحد أهم العوامل في تحقيق التواصل بين المرسل والمستقبل فهي تقوم على أساس عمل علاقة بين ما يقوله المرسل وجوانب شخصيته الظاهرية والتي تشمل مظهره وحركته ووقفاته ونظراته وإيماءاته وهي أحد سبل الإقناع، وإن هذا الأسلوب من الأساليب التي لها دور كبير في بناء العلاقات الإنسانية القائمة على تحريك العواطف وتشويق المتلقي، ومعها تكون أعلى حالات الاتصال.

ضابط نجاح اللغة

بين الشريف أن الضابط في نجاح لغة الجسد ألا تطغى الحركات على المعلومة، وألا تتجاوز دورها في إيصال المعلومة، مشيرا إلى أن الفرق بين لغة الجسد الجاذبة والطاردة بمقدار الشعرة، فإن بالغ المرسل بها من الممكن تخلق الوهم البصري ولا تحوز على ذائقة الجمهور فتتحول للغة سلبية تتعارض معها ذائقة المتلقين وتقابل بالرفض والسخرية وعدم تقبل المعلومة، ويجب على من يستخدم لغة جسده لإيصال رسائله أن يحذر من إزعاج ذائقة الجمهور حتى لا تتحول نتائج هذا الاتصال للسلبية المنفرة. ويمكن قياس ذلك بقراءة ردود أفعال المتلقين. كما تشير الدراسات إلى أن 7% فقط من تواصلنا مبني على الكلمات، بينما يعتمد 38% منه على التعبير غير اللفظي و55% على لغة الجسد، قد تبدو النسبة غير منطقية للبعض، إلا أن معظمنا لا يعلم مدى أهمية الثقة بالنفس وأهمية تجنب أخطاء لغة الجسد في الاتصال.

الأفلام الصامتة

يستعين عدد من أصحاب المنابر والذين يعتمدون على كسب ثقة جمهورهم بحركات أجسادهم في إيصال المعلومة لهم عن طريق لغة الجسد بمشاهدة الأفلام الصامتة التي عرضت في ستينيات القرن الماضي والرسوم المتحركة لأنها صممت بطريقة مدروسة أن تكون لغة الجسد فيها عالمية لإيصال المعلومة بالحركة قبل الكلام، كما أن تلك الأفلام بنيت عليها ثقافات الأجيال الماضية مما يسهل مهمة إيصال المعلومة بطريقة محببة ومألوفة للجمهور.

خطوات مهمة لخلق لغة واتصال جسدي فعال:

1. التأكد من أن إيماءاتك مقنعة

2. اصنع حالة مهيئة لاستخدام الإيماءات وليس من أجل الإيماءات في حد ذاتها

3. تنسيق الحركات البصرية واللفظية على توصيل نفس الأفكار أو المشاعر

4. لا تبالغ في استخدام الإيماءات لأنك بذلك تصرف المتلقين عن الرسالة الرئيسية

5. استجب بصورة طبيعية لما تفكر فيه

6. احرص على أن تكون إيماءاتك سلسة وفي وقتها

أهمية لغة الجسد:

1 - مكملة للاتصال اللفظي

2 - منظمة لكلام الأشخاص

3 - تساعد في اكتشاف الأشخاص الذين يحاولون خداع الناس أو الكذب عليهم