كشف مصدر قيادي في صنعاء أن الحوثي قبل أسبوعين وجه بتنفيذ عملية تصفية داخل السجون السرية، ولم تكن الأولى من نوعها، لكنها هذه المرة شملت تصفيات جماعية، بينهم قيادات كبيرة للمرة الأولى، من بينهم وزير في حكومة الانقلابيين في صنعاء.

وذكر المصدر لـ«الوطن» أن هناك قوائم إعدامات ينفذها الحوثيون بشكل متواصل، سواء في السجون السرية أو من خلال عمليات الاغتيال، إلا أن هذه المرة شملت قيادات كبيرة، وتفاوتت التهم بين السجناء الذين لم ينظر القضاء في قضاياهم ولم يتم التحقيق فيها، رغم مطالبة بعض أقرباء هؤلاء السجناء بتحديد أسباب سجنهم، خصوصا أن بعض السجناء تجاوزت فترة سجنهم 4 سنوات دون سبب أو تهمة واضحة أو إحالة للقضاء أو الجهات المختصة بالتحقيق.

تهم غير رسمية

أكد المصدر أن الانقلابيين الحوثيين وجهوا العديد من التهم إلى السجناء، ولكنها لم تكن رسمية ولم تدون في محاضر رسمية، سواء في جهات قضائية أو جنائية، ومن أبرز هذه التهم: محاولات الانشقاق، والتخطيط لانقلابات داخلية، واتصالات هاتفية بالخارج، والتشكيك في القيادات الحوثية واتهامهم بالسرقة، وعدم الولاء لعبدالملك الحوثي، والإساءة للمسيرة القرآنية، والإساءة لإيران، والتواصل مع المعارضين في الخارج.

التعذيب والقتل

أوضح المصدر أن عمليات التصفية اتخذت مسارين متوازيين في وقت واحد، المسار الأول يتمثل في عملية التعذيب داخل السجون حتى الموت، والتصفية المباشرة بالقتل، إضافة إلى القيام بعمليات واسعة للاغتيالات خارج السجون بطرق مختلفة، منها القنص عن بعد، والتتبع لمواقع معينة، وقد تم العثور على عدد من القتلى خارج السجون خلال فترة واحدة جميعهم من المعارضين للحوثيين، ومن المنتقدين لهم ولسياساتهم.

انتحار على الطريقة الإيرانية

وفقا للمصدر، أوهم الحوثيون عائلات وأقرباء بعض المساجين أنهم أقدموا على الانتحار داخل السجن، ولكن الحقيقة أنه تمت تصفيتهم، وذلك بنفس الطريقة التي تطبقها إيران في سجونها. وأضاف أن جثث القتلى من المساجين تسلم بشكل جماعي في يوم واحد، وهو أمر شكك فيه أقرباء القتلى، إذ لا يمكن أن ينتحر المساجين بشكل جماعي في يوم واحد. وقال إنه تم التواصل مع أربع أسر الخميس الماضي وتم إبلاغهم من قبل عناصر الانقلابيين أن أقاربهم المساجين انتحروا داخل السجن، ولم تنفع محاولات إنقاذهم أو إسعافهم. وكشفت المعلومات أن عمليات التصفية شبه متساوية، ولم تكن عمليات انتحار، وأن هناك فرقة خاصة تتبع جهازا أمنيا يتبع في الظاهر لرئيس الاستخبارات الحوثية أبو علي الحاكم، بينما يشرف عليه في الحقيقة شخص لبناني يدعى أبونعيم، ونفذت تلك الفرقة عمليات واسعة في محيط صنعاء خلال الفترات الماضية، وبنفس الطريقة الإيرانية اللبنانية، والعامل المشترك فيها أن أغلب هؤلاء الذين تمت تصفيتهم هم من المنتقدين للحوثيين، مما يؤكد أن المنفذ واحد والطريقة واحدة.

وأوضح المصدر أن موجة الانتقام الحوثية من المعارضين والسجناء اتسعت لتشمل كل من يوجه انتقادات أو يسيء إلى الحوثيين، سواء أكانوا قيادات أو مشرفين أو مسيرات قرآنية أو جمعيات حوثية أو زينبيات أو غير ذلك، وسواء كان ذلك في المجالس الخاصة أو العامة، ويريد الحوثي من وراء هذه الانتهاكات تهديد اليمنيين وإرهابهم ونشر ثقافة التصفية الفورية لكل من يحاول أن يتحدث عن الحوثيين بإساءة.

أبرز التهم الموجهة للمساجين قبل تصفيتهم

محاولات الانشقاق والتخطيط لانقلابات داخلية

اتصالات هاتفية بالخارج

التشكيك في القيادات الحوثية واتهامهم بالسرقة

عدم الولاء لعبدالملك الحوثي

الإساءة إلى المسيرة القرآنية

الإساءة إلى إيران

التواصل مع المعارضين في الخارج