(1)

ولأن ثمة من يروي له الحكايات القديمة التي صنعت من «السارق» ذئبا، والقاتل «شجاعا»، والسطو المسلح «كسبا»، ولأن ثمة من أخبره بأن «جده» فارس لا يشق له غبار، وقد «أغار» على إبل «مساكين» وبطش بهم جميعا، ولأن الرواة يقولون إن «جدي» قتل «جدك» من أجل سقيا «الماشية»، ولأن المجتمع يحثك على الإقدام بـ«خلك ذيب».. نعاني اليوم من شباب لا يستطيع التوقف عن الجريمة، لأن هناك تصنيفا محددا لـ«الكفو»، تصنيفا لا يشمل المبدعين والبارعين والشباب النافع، تصنيفا متخما بـ«المادية» والعنف والتطرف والجريمة.

(2)

رأيت «فيديو» لسيارة تقوم بـ«التفحيط» وحين ارتطمت بعمود الإنارة صرخ المصور: «كفو.. كفو»!

وسمعت شابا يتحدث بإعجاب منقطع النظير، بدءا من «عليّ الحرام» وحتى «في ذمتي»، مرورا بـ«نذر».. عن «مجرم» هارب من العدالة!

وتركتُ -يائسا- مناقشة شاب حول التبليغ عن المجرمين، الذي «يؤمن» أنه نوع من «الخسة» و«البلاسة»!

والتقيت شبابا قد اتخذوا من «التافهين» قدوة، ويتحدثون بتهكم عن «الكفاءات» التي برعت في سبل العلم والمعرفة والإبداع!

إذاً: لدينا «مشكلة» في «الإعدادات»!

(3)

يجب علينا إعادة صياغة لمفهوم «الكفو»، تعريف محدد، وواضح، ومحفز، على نحو من المعرفة والموضوعية والإيمان.

صناعة الشباب «المُنتِج» الذي يحمل «بلاده» على «راحتيه» و«يحلِّق» بها في سماوات التميز والمصاف المتقدمة، تحتاج -فقط- لتكاتف الجهود، من «مكارثية» جلسات السمر وحتى مقاعد التعليم، مرورا بوزارتي الإعلام والداخلية.