ارتبطت السلاسل والأقفال في ثقافات القرون الغابرة بالرق والعبودية، إلا أنها أطلت علينا من جديد في أعناق «النواعم» باسم الزينة، وحولت آخر تقليعات الموضة المراهقات لحاملات أثقال في الجامعات والأماكن العامة وسط تحذيرات المختصين من أضرارها الصحية. حيث ذكر أخصائي العظام، الدكتور عبدالرحمن يوسف قائلا «يؤثر حمل الأوزان الثقيلة على فقرات العنق فمعظم آلام الرقبة الحادة ناجمة عن إجهاد عضلات الرقبة أو النسج الأخرى (الأربطة، الأوتار) أو تمزقها بسبب تعرضها لأثقال وأحمال لأوقات طويلة أو تعرض الرقبة لقوة مفاجئة.

الانتشار السريع

بين يوسف أنه من أكثر الحالات التي سجلتها الصحة وترد للأطباء في مواسم الحج كانت بسبب الإجهاد الناجم عن حمل الحقائب الثقيلة التي تجهد العنق والتنقل بها بين المشاعر، فمن الطبيعي أن تعرض الرقبة لحمل السلاسل الثقيلة أو نحوها يعرض صاحبها لمشاكل صحية من جهتين الأحمال والاحتكاك المتكرر. وذكرت المصممة وخبيرة الأزياء والإكسسوارات إيمان الدهلوي أنه في الآونة الأخيرة بدأت الأزياء ذات المقاسات الكبيرة تحظى باهتمام بعض السيدات، مثل القلائد والأقراط والسلاسل الذهبية الكبيرة، ونجحت مع بعض السيدات الممتلئات بعد أن واءمن بينها وبين الملابس وألوانها.

وسرعان ما انتشرت هذه الموضة بين المرهقات. موضحة أن من من أهم ما يجب الانتباه إليه، هو الأخذ في الاعتبار العلاقة بين حجم قطعة الإكسسوار وحجم الجسم، وأن من أهم قواعد اختيار الإكسسوار الضخم هو تحقيق معادلة الأناقة دون مبالغة، ويجب أن تتوافق مع الملابس بأشكالها وألوانها حتى لا تظهر بالطريقة السلبية والمزعجة، مشيرة إلى أن موضة السلاسل الضخمة لا تتناسب مع المراهقات (الفتيات) ذوات القامات القصيرة والأجسام النحيلة.

الزينة المعتدلة

فيما ظهرت السلاسل التي تشبه أقفال المحلات التجارية القديمة ضمن موضة الزينة الجديدة، نجد أن عددا من المتاجر الإلكترونية تتسابق بدعم صيحة الإكسسوار الضخم، والترويج لها عبر مواقعها الإلكترونية مدعومة بإعلانات مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين يقومون بعرض طرق ارتدائها وتنسيقها مع الملابس. بينت أستاذة علم الاجتماع هيفاء رداد أن السلاسل الجديدة تأتي نتيجة للفت الانتباه والتميز، وربما للبحث عن الشهرة وتطبيق مبدأ «خالف تعرف» وهو ما يطمح له الشباب خاصة في سن المراهقة، ويتسبب هذا التقليد لطمس الهوية، حيث يصبح الشخص بعد فترة مجرد مقلد غير قادر على تنسيق الأزياء والملابس التي تناسبه، وأن هذه الموضة تتعارض مع الزينة المعتدلة.

حرية شخصية

أبدت الطالبة الجامعية سارة دهشتها من سلوكيات بعض الفتيات قائلة «نفاجأ يوما بعد الآخر بقلائد جديدة، وآخر ما شاهدته سلاسل غليظة تلف حول أعناق الطالبات، كما أن بعض الفتيات يغلقن أطراف السلاسل بأقفال حديدية دون وجود هدف سوى إبراز مبدأ المخالفة في اللبس وتقليد بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.

وأن لبس الزينة الخشنة، تحتاج إلى جرأة في اتخاذ قرار ارتدائها لأنها خارجة عن المألوف. فيما أبدت الطالبة شذا الحربي إعجابها بهذه الموضة، وتؤكد أن الملبس من الحرية الشخصية طالما أنه لا يؤذي الآخرين، ويأتي سبب قناعتها لكونها من وسائل التغيير، وكسر الروتين وتماشيا مع أبناء الجيل.

التهاب فقرات العنق تصاحبه أعراض متعددة منها:

1- الشد العضلي

2- ألم في العنق

3- صداع