المسؤول سُمي «مسؤولا»، لأنه تحت «المساءلة» من الجهة الأعلى، ويمارس مهمة «السائل» على من دونه.

لكن الواقع، أن الرجل الأول في الجهاز يمارس كثيرا مبدأ «الحاكم بأمر الله»، فلا يقبل ممن حوله -فضلا عن غيرهم- سوى التملق والتطبيل، و«سم طال عمرك»، والجواب جاهز «كلش تمام».

بل أصبح بعض المسؤولين يرتقون مقاما خاصا بالملك وولي العهد، حينما لا يطلق عليه إلا «سيدي»، وربما يقبّلون يده كذلك، وهذا يخالف كرامتنا وسَمتنا، لا سيما أن سيدي ولي العهد خلع مشلحه بكل تواضع، ليعطي انطباعا أننا في زمن العمل بهمة وركض، لا تليق معه عوائق المشالح، وروح لابسيها من علو وتعالٍ لا تتناسب أبدا مع الرؤية 2030.

إننا مجتمع عربي خليجي لنا عاداتنا وتقاليدنا في احترام الأكابر، لكن في حدود المعتاد، وأما من سواهم فلا يليق بهم التألي وغطرسة العظمة، ويكفي قدوتنا العظيم ولي العهد في تواضعه، حتى في خلع شماغه أحيانا كدليل على العفوية والبساطة، والبعد عن أي عائق حسّي أو معوق معنوي للركض نحو «السعودية العظمى الجديدة»، التي لا تعرف «البهرجة والهياط»، فالقافلة طويلة وشاقة ولا يليق بها إلا رجال المرحلة دون سواهم.

لذا، فلنصارح المسؤولين مواجهةً ومكاتبةً بكل شفافية، والمخلص الأمين سيفرح بالناقدين المقترحين، وسيبعد ويبتعد عن المنافقين المتملقين، لأنه سيكون ضحية تطبيلهم عند المحاسبة. فنحن في عهد «الحزم والرؤية» والدولة التي «لا تتثاءب».