تعمل النزاعات المحلية كمرايا للاتجاهات العالمية تعكس الطرق التي تشعل بها والطرق التي تؤثر بها على التحولات في علاقات القوى العظمى، ولشدة المنافسة، واتساع طموحات الجهات الفاعلة الإقليمية، فإنها تسلط الضوء على القضايا التي يهتم بها النظام الدولي، وتلك التي لا يهتم بها.

وتروي هذه الحروب اليوم قصة نظام عالمي اشتعلت فيه الطفرة المبكرة من التغيير الشامل، ويشعر الزعماء الإقليميون بالجرأة والخوف من الفرص التي يتيحها مثل هذا الانتقال، فيما يستطيع الوقت وحده توضيح مقدار ما ستحمله الولايات المتحدة من انفرادية في التعاملات، في ظل ازدراء الحلفاء التقليديين.

وتقول مجلة «foreignpolicy» إن واشنطن حريصة على الاحتفاظ بفوائد قيادتها وغير راغبة في تحمل أعباء حملها، ونتيجة لذلك فإنها مذنبة بالخطيئة الأساسية لأي قوة عظمى بسبب السماح لنمو الفجوة بين الغايات والوسائل، فيما تبدي الصين صبر أمة واثقة من تأثيرها على الجميع، ولكن ليس في عجلة من أمرها لممارستها بشكل كامل.

على النقيض من ذلك، تظهر روسيا نفاد صبر أمة ممتنة للقوة التي جلبتها هذه الظروف غير العادية، وتتوق إلى تأكيدها قبل نفاد الوقت، إن سياسة موسكو في الخارج انتهازية -تسعى إلى تحويل الأزمات إلى مصلحتها- على الرغم من أن هذه هي الإستراتيجية التي تحتاجها سياسة اليوم.

الصراع في اليمن

شجع اتفاق ديسمبر 2018 المعروف باسم اتفاقية ستوكهولم على وقف هش لإطلاق النار حول مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليا، والمتمردين الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

وتعكس نافذة الفرصة اليوم الحركة على جبهتين، الأولى وقف القتال بين الموالين للمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة في أغسطس 2019، عبر توسط الرياض في هدنة بينهما، والثاني ما أبرزه هجوم صاروخي على منشآت إنتاج النفط السعودية الرئيسية، مما يقتضي تنشيط عملية سياسية برعاية الأمم المتحدة في عام 2020 لتكون النهاية الحرب.

النزاع في ليبيا

لم يجد هجوم قوات الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر الأخير دعما في القاهرة وأبوظبي فحسب، بل أيضا في موسكو التي قدمت مساعدات عسكرية تحت غطاء شركة أمنية خاصة، في حين بدل الرئيس الأميركي دعمه لحكومة السراج في أبريل 2019 بعد اجتماعه مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ولكن أنقرة تهدد الآن بالتدخل أكثر.

الولايات المتحدة وإيران والخليج

ارتفعت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل خطير في عام 2019، ويمكن في السنة الحالية أن ينتهي التنافس إلى نقطة الغليان، فيما لم يتسبب قرار إدارة ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 وفرض عقوبات أحادية متصاعدة ضد طهران في تكاليف باهظة، ولم ينتج عنه حتى الآن الاستسلام الدبلوماسي ولا الانهيار الداخلي الذي تأمله واشنطن.

كشمير

فاقمت تحركات حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي حيال كشمير وقانون الجنسية الأخير، شعورا عميقا بالفعل بالعزلة بين الكشميريين، وبات يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه معادٍ للمسلمين، وأنه ينفذ أجندة قومية هندوسية، ولكن الأخطر هو أن يؤدي أي هجوم متشدد إلى تصعيد الموقف، وأن يؤدي إلى توجيه ضربات عسكرية انتقامية بين الهند وباكستان النوويتين.

إثيوبيا

ربما لا يوجد مكان أكثر وعدا وخطورة بالنسبة للسنة المقبلة أكثر وضوحا من إثيوبيا، خصوصا أن رئيس الوزراء أبي أحمد اتخذ خطوات جريئة لفتح سياسة البلاد، بعد أن أنهى أزمة دامت عقودا مع إريتريا المجاورة، وأفرج عن سجناء سياسيين، وعين إصلاحيين في المؤسسات الرئيسية، قبل أن يفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019.

لكن التحديات الهائلة تلوح في الأفق، حيث كانت الاحتجاجات الجماهيرية بين عامي 2015 و2018 التي أوصلت أبي إلى السلطة مدفوعة في المقام الأول بالمظالم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكنهم كان لديهم دلالات عرقية أيضا، لا سيما في أمهرة وأوروميا، حيث يأمل قادتهما في تقليص نفوذ أقلية التيغراي المهيمنة منذ فترة طويلة.

أفغانستان

في الواقع، ليس لدى الولايات المتحدة خيار أفضل من متابعة صفقة مع طالبان، لأن استمرار الوضع الراهن لا يوفر سوى احتمال حرب لا نهاية لها، في حين أن الانسحاب السريع للقوات الأميركية من دون اتفاق يمكن أن يبشر بالعودة إلى الحرب الأهلية متعددة المواجهات في التسعينيات وحتى أعمال عنف أسوأ.

4 صراعات

أوصى تقرير «foreignpolicy» أيضا بمراقبة الأوضاع المتأزمة في أوكرانيا وضرورة إنهاء الصراع المستمر بين كييف والانفصاليين، وفنزويلا التي تقع ضحية الصراع بين مادورو وخوان غايدو، إلى جانب الصراع بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وبوركينافاسو التي تخوض حربا شرسة مع الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي.

أبرز الصراعات تحت المراقبة 2020

التوتر بين أميركا وإيران في الخليج

الصراع في اليمن

النزاع في ليبيا

التوتر في كشمير

الحرب في أفغانستان