(1)

لن أخوض في «فقهية» كشف الوجه.

لست واعظاً، والأمر أصبح مملاً..مملا جدا، وينتهي دائما بجملة: «أترضاه لأختك»؟!

(2)

الأمر الذي يجب أن نتوقف عنده طويلاً، وهو ربط الحجاب بالفضيلة، وعدمه بعدمها.

هذه الذهنية الجاهلة المريضة التي تعتقد أن المرأة كاشفة الوجه سهلة «منال»، عديمة «شرف»، معدومة «فضيلة»، من صنعها؟!، وكيف نتعامل معها؟!

(3)

والأهم: كيف نتعامل مع من غرس هذه القناعة، كيف نحجّمه؟!، ونحرقه بالوعي؟!، ونعرّيه بالثقافة؟!، ونكافحه بالرُّقي؟!

هذه «القناعة» خطيرة بذاتها، ومآلاتها أخطر.

مجرد «الإيمان» بأن كشف الوجه خلل في الشرف والأخلاق، يستلزم أفعالاً تخرق السفينة.. وتغرق أهلها.

ولا يخفى على متأمل أن غرس هذا «الإيمان» لم يحدث فجأة، هو عمل عقود، كان يتخلله «تهديد» المجتمع بـ«شرفه»!

(4)

ولكي يبقى هذا المجتمع سجيناً، مكبوتاً، عليلاً، ذليلاً، تابعاً، يتم إغلاق النوافذ بإحكام، ولا يسمح بمرور الضوء، والهواء، في منهجية خبيثة يتم من خلالها «ترهيب» المجتمع من كل جديد. ولأنه مجتمع أصيل محافظ، فمن سبل السيطرة عليه: ربط كل جديد، بالعِرض، والأخلاق، والشرف، والنساء.

(5)

ويسألونك عن «ربط الأشياء بالشرف»، فقل إنه أساس الإيديولوجيا العقيمة، وقد كان مرتكزاً جلياً في معركة «حكم كشف الوجه». المعركة المليئة بالجهل والتناقض والتلاعب بالنصوص الشرعية.

ولا يماتن ذا لبٍّ أن هذا «السفه» يضرب عمق الأمن الاجتماعي، الأمن الوطني، بل الأمن الإنساني، وينشر الفوضى، والرذيلة!.