تنطلق، اليوم، منافسات سباق رالي داكار العالمي 2020 من جدة على أن يكون خط النهاية في القدية في 17 يناير، وسيكون مسار الرالي بطول 9 آلاف كيلومتر، حيث سيعبر عددا من المدن والمواقع في المملكة.

لأول مرة في آسيا

يقام الرالي للمرة الأولى في قارة آسيا على أراضي المملكة، بعد 40 عاما قضاها الحدث العالمي في إفريقيا وأميركا الجنوبية، وستكون المملكة الدولة 30 في مسيرة الرالي منذ انطلاقته عام 1978.

وكان الرالي في بدايته عبارة عن تنافس بين العاصمتين الفرنسية والسنغالية، ليتم بعدها نقله إلى أميركا الجنوبية نظرا لتردي الأوضاع الأمنية في إفريقيا، ليأتي الدور الآن على شبه الجزيرة العربية التي ستستضيفه في السنوات الخمس المقبلة.

ويضم الرالي خمس فئات للمركبات المشاركة، وهي: السيارات، والدراجات النارية، والدراجات الرباعية، والشاحنات، وكذلك الباغي المفتوحة «سايد باي سايد».

تركيز على ألونسو

قال المدير العام للرالي الفرنسي دافيد كاستيرا عن المملكة: «إنها دولة جديدة وقارة جديدة للرالي»، معترفا بوجود «تردد» قبل اتخاذ قرار التحول إلى السعودية. أضاف «تلقينا الكثير من التطمينات من السعودية، نعلم أن هناك رغبة في الانفتاح على (العالم الخارجي). ورالي دكار ليس الأول (حدث رياضي) الذي يأتي إلى المملكة». وأعلن الإسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم السابق مرتين في الفورمولا واحد، مشاركته في الرالي بألوان فريق تويوتا. وسينصب التركيز أيضا على ألونسو، بطل الفورمولا واحد عامي 2005 و2006، الذي يبحث عن تحديات جديدة في رياضة السيارات، وبالأخص دكار باعتبار أنه أحد أصعبها.

نقطة الانطلاق جدة

ستكون نقطة الانطلاق من جدة على البحر الأحمر تقطع خلالها الفرق مسافة 752 كيلومترا عبر الكثبان السريعة المتعرجة قبل أن يستمر التحدي الصعب إلى الشمال لقرابة 900 كيلومتر، عبر مشروع البحر الأحمر حتى يصل إلى مدينة نيوم المستقبلية.

وتتخلل الرحلة سلسلة من الوديان والجبال إلى أعلى نقاطها بارتفاع 1400 متر. يمر بعد ذلك السائقون وفرقهم بمنطقة من الرمال والحصى تمتد مسافة 676 كيلومترا، خلال رحلتهم الصعبة من نيوم إلى العلا في المرحلة الرابعة.

صوب الرياض

وبعد المرور على التلال الرملية لحائل في طريقهم المنحدر صوب الرياض، يحصل المشاركون على يوم راحة في العاصمة قبل أن تستأنف الرحلة باليوم الأطول من أيام الرالي على مسافة 741 كيلومترا. ينعطف مسار الرالي تجاه الغرب في وسط صحراء المملكة الشاسعة قبل الالتفاف للخلف والمضي شرقا تجاه منطقة حرض في محافظة الأحساء، وهو ما يعني دخول منطقة الربع الخالي، ثم الاقتراب نحو خط النهاية في القدية، الوجهة المتخصصة في الترفيه والثقافة والرياضة، التي ستشهد تتويج الفائزين.

عشق الجمهور

بين رئيس الهيئة العامة للرياضة، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، أن استضافة حدث بحجم رالي داكار، يظهر مدى شعبية رياضة المحركات وعشق الجمهور السعودي لها وقال: «نعتز بشدة بأن ينطلق الفصل الثالث من مغامرة رالي دكار من هنا في المملكة، وأن نستضيف السباق في قارة آسيا للمرة الأولى على الإطلاق».

أضاف «لدي ثقة أن هذا المسار سيكون أحد أفضل المسارات في تاريخ رالي دكار، كما سيشكل فرصة رائعة للعالم لكي يرى المملكة بحق ويلتقي مع شعبها المضياف الذي يملؤه الطموح والإصرار والاحترافية في تنظيم مثل هذه الأحداث العالمية».

من جهته، قال الأمير خالد بن سلطان الفيصل رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية: «نريد للعالم أن يرى صحراءنا الساحرة التي تنتظر كتابة العديد والعديد من قصص المغامرات، نريد للعالم أن يرى كرم الشعب السعودي المضياف، الذي يستعد للترحيب بالعالم في بلادنا لكي يطلع على رؤيتنا وقدراتنا في تنظيم كبرى الأحداث العالمية».

تغطية كبرى

حظي المؤتمر الذي حضره رئيس الهيئة العامة للرياضة، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، ورئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، الأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل، إضافة إلى السائق الفرنسي المخضرم ستيفان بيتر هانسل، وبطل رالي داكار السابق الإسباني كارلوس ساينز، وسائق فورمولا 1 السابق فرناندو ألونسو، وبطل الراليات السعودي يزيد الراجحي، بتواجد صحفي محلي ودولي كبير للحديث عن تفاصيل المراحل الـ12 لسباق الرالي الأعرق في العالم، والمغامرة المثيرة التي تنتظر السائقين في نسخته الـ42 التي تستضيفها صحراء المملكة بطبيعتها الخلابة وتضاريسها الفريدة للمرة الأولى في آسيا.

تضاريس فريدة

في حديثه خلال المؤتمر الصحفي، قال الفرنسي بيتر هانسل «زرت المملكة للمرة الأولى منذ 25 عاماً للمشاركة في بعض السباقات، ولا أزال أتذكر كم كانت التضاريس رائعة وفريدة، كما كنت هنا الشهر الماضي وما رأيته كان مذهلاً، فالتضاريس تشبه ما كنا نمر به في إفريقيا، وهو ما يعيد لي الكثير من الذكريات الجيدة، وأثق في أن المملكة قادرة على تنظيم سباق مميز».

حماس شديد

عبر السائق السعودي يزيد الراجحي عن سعادته بالترحيب بالجميع في المملكة التي تستضيف داكار للمرة الأولى، وقال: «ستكون هذه النسخة من داكار بالتأكيد مختلفة بالنسبة لي، أعتقد أنني مستعد ولدي حماس شديد للفوز بهذا السباق على أرض بلادي، وأشعر بحماس وتشجيع جمهوري على الفوز، وبالطبع سيتعين عليّ أن أكون في أفضل مستوياتي حتى أحافظ على فرصي في الفوز». وعن طموحاته في داكار السعودية 2020، قال الراجحي: «المملكة مساحتها شاسعة ولا يمكنني أن أعرف كل أجزائها وتضاريسها، ولكنني جئت هنا من أجل هدف واحد: الفوز فقط ولا شيء غيره».

أجواء المغامرة

كانت أجواء الإثارة المحيطة بداكار بدأت بانطلاق فعاليات «قرية داكار» لتضع الجمهور في أجواء المغامرة التي تنتظرهم في داكار السعودية 2020، واستمرت فعاليات القرية حتى انتهاء حفل الافتتاح الذي أقيم، أمس، وأحياه منتجون موسيقيون (دي جي) من المملكة، إلى جانب العديد من الفقرات الأخرى المشوقة، مثل عروض السيرك الحركية لفريق «كيتونب» التي يمكن لزوار القرية والجماهير الحاضرة الاستمتاع بها على مدار اليوم بشكلٍ مجاني.

-فعاليات قرية الرالي صاحبت الافتتاح

-9 آلاف كلم مسافة السباق

-752 كلم مسافة المحطة الأولى

- 1400م ارتفاع أعلى قمة يصلها المتسابقون

- 12 مرحلة يمر بها السباق

-جدة تحتضن البداية