يحتضن مهرجان «سفاري بقيق» فعاليات تجسّد حياة الناس بالصحراء في الماضي، ومن تلك الفعاليات الرقصات الشعبية لأهل البادية، منها رقصة «الدحية» التي يعبّر خلالها الرجال عن القوة والحماسة.

وتأتي الدحيّة أو الدحّة بأسلوبها الأصيل كإحدى الفعاليات التي يتميز بها مهرجان سفاري بقيق، والذي يقام برعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وتنظمه لجنة التنمية السياحية بمحافظة بقيق، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبلدية المحافظة، والبلديات التابعة لأمانة المنطقة الشرقية، وبمشاركة الجهات الحكومية والأمنية بالمحافظة.

ويشير قائد فرقة الدحية المشاركة في مهرجان «سفاري بقيق» لتراث الصحراء، عقايل، إلى أن الفرقة تشارك باستمرار في المهرجانات، منها مهرجان سفاري بقيق الذي أصبح أحد أكثر المهرجانات شهرة على مستوى المملكة ودول الخليج العربي، بما يتميز به من تراث أصيل، موضحا أن رقصة الدحية كانت تعرف قديما عند الحروب، أو حتى لطرد اللصوص «الحنشل»، لتثير كثيرا من الحماسة للدفاع عن النفس، كما يعبرون فيها عن النصر والقوة ووصف ما دار في البطولات.

أما في العصر الحالي فبقي هذا الموروث يمارس في مناسبات الأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات، كما تعدّ من الفعاليات الأساسية في كثير من المهرجانات، كونها نموذجا يحكي التراث القديم في وطننا الغالي، ضمن الموروث العظيم الذي أصبح تراثا نفخر به، ونؤصل بعرضه أمام الزوار ما تركه الأجداد. ويصف عقايل أداءها بأن «الدحة» رقصة تؤدى بشكل جماعي، إذ يصطف الرجال صفل واحدل أو صفين متقابلين، ويغني الشاعر الموجود في منتصف أحد الصفين قصيدته المغناة، فيما يردد الصفان بالتناوب البيت المتفق عليه، مضيفا بأن حركة الدحية تأتي في آخر القصيدة، ويستعمل التصفيق كلون إيقاعي، ويتطلب لكل من يشارك فيها أن يظهر القوة بالحركة وبالصوت، حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين، فتزيد الحماسة.