نقلت الإدارة الأميركية نفس تجربتها في الحرب التجارية التي تخوضها مع الصين إلى العمق الأوروبي وتحديدا مع فرنسا. وقال محللون، إن أميركا تحاول الانتقام اقتصاديا من بعض الدول الأوروبية التي لا تتوافق معها سياسيا واقتصاديا.

ودعت فرنسا، أمس، الولايات المتحدة إلى «التعقل» وعدم فرض رسوم جديدة على منتجات فرنسية، وذلك في آخر يوم من المشاورات بواشنطن حول الرسم الذي فرضته باريس قبل عام على كبريات شركات العالم الرقمي. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير لإذاعة فرنسا الدولية: «إن هذه الحرب التجارية ليست في مصلحة أحد، وأدعو أصدقاءنا الأميركيين إلى العودة للحكمة والتعقل».

انتقام اقتصادي

تأتي تصريحات الوزير الفرنسي في سياق حملة فرنسية لإقناع إدارة دونالد ترمب بعدم معاقبة المنتجات الفرنسية مجددا ردا على الضريبة على الشركات الرقمية، وخصوصا أن فرنسا تواجه، مع دول أوروبية أخرى، منذ أكتوبر 2019 رسوما عقابية أميركية ردا على الدعم المقدم لشركة «أيرباص». وفي آخر يوم من المشاورات في الولايات المتحدة بشأن رسوم محتملة ستفرض على منتجات فرنسية، من المقرر أن يتصل الوزير الفرنسي بنظيره الأميركي ستيفن منوشين كما كتب رسالة للممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر، وحذر لومير في رسالته «إذا قرر الأميركيون المضي حتى النهاية، وفرض عقوبات مقابل الرسوم على الرقمي في وقت كانوا يؤيدون هذه الرسوم، في هذه الحال سنرد الفعل»، مهددا باللجوء «الفوري» لمنظمة التجارة العالمية وطلب تدخل الاتحاد الأوروبي، أضاف «سألتقي المفوض الأوروبي للتجارة فيل هوجان، وسنبحث احتمال الردود التجارية»، داعيا واشنطن للبحث عن حل عالمي في إطار المفاوضات الحالية في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية: «إن الاتحاد الأوروبي سيتحرك وسيرد في هذا المجال».

رسوم جديدة

في رسالته للممثل الأميركي للتجارة كرر الوزير الفرنسي الرسالة التي يقولها منذ قرار فرنسا قبل عام فرض رسوم على الشركات الرقمية العملاقة، مشيرا إلى أن الرسوم لا تستهدف حصرا الشركات الأميركية العملاقة (جوجل وآبل وفيسبوك وأمازون)، وكتب لومير «اسمحوا لي بالتأكيد أن الضريبة التي فرضناها ليست تمييزية تجاه شركات أميركية»، مضيفا «أكرر بحزم أن الضريبة تحترم بالكامل مبدأ الانصاف وعدم التمييز لمنظمة التجارة العالمية». هددت الإدارة الأميركية قبل شهر برفع الرسوم حتى 100 % على منتجات فرنسية بقيمة 2.4 مليار دولار، والمنتجات المستهدفة هي: الشامبانيا وعدة أنواع من منتجات الألبان منها «روكفور»، وحقائب اليد الجلدية، ومواد التجميل ، وأواني الخزف الرفيع (بورلسين) وأنواع أخرى من أواني الطبخ. في حال مضت الولايات المتحدة في تهديدها فسنكون إزاء سلسلة ثانية من العقوبات الجمركية التي تطاول فرنسا. وفي سياق معركة قانونية طويلة حول الدعم المقدم لشركة «أيرباص»، بدأت إدارة دونالد ترمب منتصف أكتوبر العمل برسوم عقابية بنسبة 10 % على الطائرات الأوروبية و25 % على منتجات غذائية مختلفة للاتحاد الأوروبي. تبلغ قيمة الضريبة الفرنسية على عمالقة القطاع الرقمي 3 % من رقم معاملاتها في فرنسا.