سخر عدد من اليمنيين من تجاهل حسين الحوثي وإسقاطه من رسوم الخزعبلات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي حول دخول قاسم سليماني الجنة، واستقباله من قبل الحسن والحسين، رضي الله عنهما، وبعض القيادات الإيرانية واللبنانية والعراقية.

واجه اليمنيون بموجة من الغضب عملية تصوير مشهد تخيّلي واعتباره فسقاً، بينما ركز البعض جل تركيزهم حول أسماء القيادات الموجودة في الصورة وأبرزهم الخميني وعماد مغنية ومهدي المهندس، بينما أثار غياب حسين الحوثي عن المشهد عدة تساؤلات، ولكن قال البعض ساخرين: إن "حسين الحوثي في المطبخ يجهز لهم المندي".

استبعاد حسين

اعتبروا أن استبعاد حسين الحوثي وعدم ظهوره في الرسوم الوهمية رسالة واضحة وأكيدة وأمر حتمي وواقعي بأنه لم يكن له بين هؤلاء في الحياة مكانة، ولن يكون بعد مصرعه جديرا بأن يدخل الجنة، بل هو مخلّد في النار، وعلى ذات النهج يلحق به أخوه عبدالملك الحوثي في المكانة ذاتها، بل هو مجرد أداة تستخدم لفترة معينة ثم بعد الاستغناء عنه يقذف إلى أقذر المواقع.

من جانبه، أكد الباحث في الفرق والمذاهب الشيخ خالد الوصابي لـ"الوطن" أن المقصود من انتشار صورة لسليماني في الجنة بكل وضوح أنه لا يدخل الجنة، إلا من آمن بالإمامة الاثنى عشرية، في حين أن غير المؤمنين بهذا المذهب تحرم عليهم الجنة حتى لو خدم المذهب الشيعي وإيران سياسيا أو حارب أعداءه.

استخدام الحوثي

تابع الشيخ الوصابي: الجنة محرمة عليه، لأنه اتخذ في الأساس وسيلة لحرب أعداء إيران فقط، ولذا هم ينظرون للحركة الحوثية على أنها محطة من محطات الصراع مع أعداء إيران، ولكن هؤلاء الأشخاص لم يؤمنوا باثني عشر إماما، الحوثيون لم يعلنوا صراحة أنهم اثنى عشرية، وإن كانوا يخدمون المشروع الإيراني وينفذون أجندة إيران 100%، فإذن لن يدخل جنتهم، إلا من قد آمن بذلك.

أضاف "مثلما ينظرون لحسين الحوثي بعد موته، بأنه كان أداة لتنفيذ المخطط الإيراني، وأيضا غطاء لكسب المذهب الشيعي، وتحويله تدريجيا من المذهب الزيدي إلى المذهب الاثنى عشري، وإن لم يكن مباشرة، لكن هي تعطي دعما لتؤسس لقاعدة الاثنى عشرية في اليمن على حساب هؤلاء، وحتى في الخيال الذي يرسمون الصور فيه والتخيّلات التي يضعونها لم يكن لحسين الحوثي مكان أو موضع بينهم، وهنا تتضح الحقيقة بأنه أداة فقط مثلما هو أخوه عبدالملك حاليا".

الزيدية لا يدخلون

لفت الشيخ الوصابي إلى أن هناك مقطعا موجودا يؤكد المتحدث الشيعي فيه أن الزيدية لن يدخلوا الجنة وليسوا من المسلمين، مضيفا "أنا ناظرت العديد منهم وأحدهم وزير الشباب والرياضة حسن زيد، فقلت له إن الشيعة يكفرونكم ويستبيحون دماءكم، فكان رده بالقول، يا أخي نحن نأخذ الدعم منهم الآن، وهم يكفروننا إذا خرج المهدي، وليس هناك مهدي، ولذا نستفيد من الدعم".

بين أن الحوثيين يظنون أنهم يستفيدون من الدعم لإقامة مذهبهم، ولكن الحقيقة أن إيران تسخدمهم أدوات، ولا يستطيعون أن يخرجوا من شباكها بعد أن دخلوا فيها، وتابع "هنا هم يرون أن حسين الحوثي لن يدخل الجنة، وهذه حقيقة معروفة لديهم".

أوضح أن الشيعة متفقون أن من لم يؤمنوا بالإمامة لا يدخلون الجنة، ولكن "هل هو مخلد في النار؟ لديهم قولان في هذا الأمر، الأول: أشهرها مخلد في النار، والقول الثاني: يمكن أن يمنحوا جنة غير الجنة التي فيها الفرس، وممكن أن تكون لهم جنة أخرى، ولكن بمواصفات مختلفة عن الجنة التي هم فيها، وحتى هذا القول أقرب للخرافة، وفي بعض روايتهم في الكتب الشيعية يقال، إن هناك جنة في جهة المغرب ليست هي الجنة الأصلية بل هي بمثابة جنة تقليد".

تهميش واستبعاد

على صعيد آخر، يقول عضو علماء اليمن الشيخ محمد راجح، إن الفرس يرون أن حسين الحوثي تعود أصوله للعرب، ولذا تهميشه واستبعاده أمر طبيعي، لأنهم في الدرجة الأولى لا يهتمون إلا بأنفسهم، وتابع "الرسالة فارسية أعجمية بامتياز وما شيعة العرب عندهم، إلا مثل ما يرمى في القاذورات، وهكذا شيعة العرب مكانتهم عند الفرس، ولذا ليس هناك أي اعتبار للصريع حسين الحوثي ولا للمجرم عبدالملك الحوثي فهما ضمن أدوات تسخدمها إيران لفترة معينة".

لفت إلى أن الهجمة الفارسية على الإسلام والمسلمين تقوم على عبادة النار، والفرس المجوس هذا توجههم، مبيناً أن هذه الصورة والمشاهد قبل أن تكون استهزاء بالجنة وقدسيتها، فهي استهزاء واستخفاف بالعقول، وتغييب وعربدة للأفكار والمفاهيم، وسذاجة ومهزلة يعبثون من خلالها بعقول أتباعهم ومن يناصرهم، وهناك من يصدق حقيقة هذه الصور، ويؤمن بها وخاصة من الفرس.

نيل مكانة الجنة

بين عضو علماء اليمن أن المسألة إضافة إلى كونها نيلا من مكانة الجنة وعظمتها وعلم الله الغيبي، أنهم يعملون على مسخ عقلي وذهني لأتباعهم ويوهمونهم بأن هؤلاء المجرمين القتلة دخلوا الجنة، وأنهم مع الحسن والحسين تحديدا، وهذا أمر طبيعي لأن الشيعة يؤمنون بهذه الخرافات والخزعبلات والأكاذيب والأساطير، ولاغرابة في ذلك.

قال إن التساؤل عن غياب حسين الحوثي قد يكون لاحتمالين، تهميش العرب، ونظرتهم لغيرهم من باب المقامات، وينظرون إلى حسين الحوثي وأخيه عبدالملك على هذا الأساس، لافتاً إلى أن كل العرب بمن فيهم أهل البيت عند الفرس هم أول الأعداء.

أسباب استبعاد الحوثي عن استقبال سليماني

- الجنة محرمة على غير المؤمنين بالإمامة الاثنى عشرية

- الاثنى عشرية يكفرون الزيدية ويستبيحون دماءهم

- حسين الحوثي وأخوه عبدالملك مجرد أداة لمخططات إيران

- العرب بمن فيهم أهل البيت عند الفرس هم أول الأعداء