ترسم مَشاهد السيارات والدراجات النارية والشاحنات التي تجوب رمال الصحراء العربية في رالي دكار المقام للمرة الأولى في السعودية، مشهدا خلابا، لكن الحديث عن التغير المناخي بدأ يلقي بظلاله على السباق. فعلى مدى 42 عاما، أصدرت هذه المركبات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود، انبعاثاتها على امتداد إفريقيا وأميركا الجنوبية، وحطت بدءا من هذا العام في السعودية، مع استمرار غضب المدافعين عن البيئة.

حماية البيئة

في ظل هذه الخطوات، بدأ الرالي الأشهر عالميا يخطو خطواته الأولى تجاه التحول إلى حدث صديق للبيئة قدر الإمكان. وترى المسؤولة في جمعية فرنسا للطبيعة والبيئة آن لاسمان-ترابييه، أن رالي دكار «بعيد جدا» عن المسار المطلوب، مضيفة «لا زال يثير اهتمام بعض الناس، ولكن لم يعد في مسار متلازم مع التاريخ». أدرك المنظمون المنحى المطلوب اتخاذه نحو حماية البيئة، وأبدوا رغبتهم في التحول إلى سباق صديق لها، على غرار منافسات أخرى في رياضة المحركات التي عرفت على الدوام باستهلاكها المفرط للوقود، أكان في السباقات والمنافسات نفسها، أو ما تتطلبه من انتقال دائم حول العالم.

برنامج تعويضي

وضع الرالي على مدى أعوام برنامجا لتعويض انبعاثات الكربون في الأمازون. إلى ذلك، بات السباق يشكل مختبرا لتطوير مركبات جديدة، ورغم أن صوت المحركات القوية شكل على مدى الأعوام جاذبا أساسيا لمشجعي رياضات السرعة، يشكل «صمت» المحركات الكهربائية اختبارا جديدا، لكن السائقين يؤكدون أنهم بدأوا الاعتياد على التجربة. ويطمح الفريق المشرف على التجرية، دخول المنافسة جديا قريبا. لكن المشكلة التي يعاني منها في سباق تمتد فيه بعض المراحل لأكثر من 600 كلم، هي قدرة البطاريات على العمل، إذ إنها غالبا ما تصبح بحاجة للشحن بعد الكيلومترات الخمسين الأولى.