كشفت موقع «فوري» الإيراني أن أمير قطر تميم بن حمد قدم للرئيس الإيراني حسن روحاني 3 مليارات دولار، وذلك لسداد تعويضات ضحايا الطائرة المدنية الأوكرانية التي قامت إيران بإسقاطها، الأربعاء الماضي. وهذه هي الزيارة الأولى لتميم منذ توليه منصبه عام 2013، حيث كشفت الزيارة عن حجم العلاقة القوية التي تربط الدوحة بطهران. يأتي ذلك في وقت كشفت فيه وسائل إعلام أمريكية أن عملية تصفية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني تمت إدارتها في قاعدة العديد القطرية، الأمر الذي يجعل زيارة تميم إلى طهران منطقية، وذلك لتقديم المساعدة كنوع من الاعتذار.

اعتراف إيران

كانت إيران اعترفت رسميا بإسقاطها الطائرة الأوكرانية التي كانت تحمل 176 مسافرا، عن طريق إصابة أحد صواريخ منظومتها - والتي كانت متجهة إلى قاعدة عين الأسد في العراق- للطائرة مما أدى لسقوطها ومصرع جميع من كانوا داخلها، واعترفت إيران، السبت، بأن صاروخا أطلقته أسقط طائرة الركاب الأوكرانية، مما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176، أصبحت طهران فى موقف صعب وتواجه الكثير من الأمور على المحك، ورصدت صحيفة «واشنطن بوست» أبرز التداعيات التى ستواجهها إيران جراء هذا الاعتراف النادر بالنسبة لنظام طهران.

ويقول المحللون، إن الأدلة العديدة المرتبطة بالحادث جعلت إنكار إيران أمرا لا يمكن الدفاع عنه، ومن ثم أصبح على طهران حساب الخطوات القادمة، وقد بدأت دول بالفعل فى وقف تحليق طائراتها إلى إيران مع المطالبة بإجراء تحقيق دقيق وشفاف، ويثير اعتراف إيران الذى جاء بعد أيام قليلة من تفاخرها بنجاح ضربتها ضد القواعد الأمريكية فى العراق، الكثير من المخاطر فى الداخل.

إدارة العملية من الدوحة

تمكن المشرفون على عملية تصفية قاسم سليماني من مقر القيادة المركزية الأمريكية «سنتكوم» في العاصمة القطرية الدوحة، من التخلص من أي شكوك حول هوية من كانوا في السيارات. وعقب التأكد النهائي تم إعطاء الأمر بإطلاق أربعة صواريخ على السيارات، في عملية لم ينج منها أحد، وأوضح مسؤولون لشبكة NBC الأمريكية، أن الطائرات بدون طيار لم تكن صامتة، لكن في بيئة حضرية مثل بغداد يصعب تمييز صوتها. ولم يكن الرجال في السيارة على دراية بأنهم كانوا مستهدفين. كما كشفت مصادر للشبكة أن الإدارة الأمريكية كانت تتعقب تحركات سليماني في جميع أنحاء المنطقة لأيام، وتقول إدارة ترمب، إن سليماني كان يحضر لهجمات ضد أمريكيين. من جانبه، قال الخبير العسكري في المركز الاستراتيجي والدولي للدراسات بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أنتوني كوردسمان: إن مثل الغارات التي ضربت سليماني تمثل تغييرا أساسيا في الحرب، مضيفا أن الأمر «يحتاج جهدا استخباراتيا ومراقبة واستطلاعا وهي أمور هائلة حقا، لا يمكن لأي دولة في العالم أن تضاهيه، كما أنه مكلف للغاية، ويستغرق وقتا أطول، ويتطلب الكثير من الخبرة».