أكد تقرير صادر عن المكتب العربي الأوروبي للأبحاث والاستشارات السياسية، أنه منذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الثالث من يناير الجاري، ظهرت خلافات حادة بين الجيش الإيراني والحرس الثوري وذلك نتيجة لتبعات هذا الحدث، خصوصا بعد اعتراف إيران بتدمير الطائرة الأوكرانية ومقتل ركابها البالغ عددهم 176 شخصا، وقال التقرير «بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية، من المحتمل أن تشهد الساحة الإيرانية تطورات مهمة في الأسابيع المقبلة، لكن من المبكر الكلام عن سقوط هذا النظام من دون قوة عسكرية ومسلحة تفوقه، بل يجب أن نتطلع إلى تطورات نوعية في داخل صفوف النظام قريبا، خصوصا بعد هذا الخطأ الإجرامي والفضيحة للحرس».

نهج أسلوب المافيات

أكد التقرير أن حادثة الطائرة الأوكرانية تسببت أيضا في نقمة على علي خامنئي لتغطيته انتهاكات الحرس الثوري، وأشعلت الانتقادات الموجهة حسن روحاني الذي عجز عن تفسير ما حدث ومواجهة جرائم الحرس. ورغم استمرار المظاهرات الشعبية الغاضبة والأحداث الأخيرة، يقوم النظام الإيراني باعتقال السفير البريطاني، منتهجا أسلوب المافيات والعصابات والخروج عن القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية، سلوك يعكس التخبط الكبير الذي يعيشه، ما يزيد في غرق هذا النظام في الرمال المتحركة أكثر فأكثر، ونتيجة الانتفاضات الشعبية والحراك الشعبي المتنامي في هذا الموقف الحساس الذي صار فيه الحرس بموقف ضعف ودفاعي، مما سيتسبب في انفتاح لا محالة في الأجواء بسبب انحسار قوة وقدرة الحرس على القمع كما رأيناه في طهران وتصاعد الحراك الشعبي شيئا فشيئا حتى يحصل على مطالبه، تطور نوعي وأساسي على مدى بعيد.

مقتل سليماني يخدم المصالح الإيرانية

في ظل سخط شعبي في إيران على تردي مستوى المعيشة نتيجة العقوبات الاقتصادية، لم يكن لدى هذا النظام من حلول، فقد تبين إفلاسه وعجزه الكبير في تلبية مطالب الشارع الذي خرج في مظاهرات حاشدة منذ شهر نوفمبر للمطالبة بتعجيل الإصلاحات وإسقاط منظومة الفساد في هذا النظام الذي طفت فضائحه على السطح، فالإيرانيون ضاقوا ذرعا بألاعيبه وفقدوا الثقة به على الإطلاق، ورغم قمع المظاهرات والتسويفات والوعود الكاذبة، إلا أن دوائر الحكم لم تتمكن من وقف هذا الغضب المستمر. مقتل سليماني كان المتنفس الوحيد الذي استخدمه النظام الإيراني لقلب الأوراق لصالحه والخروج من أزمة الداخل عبر استغلال الاغتيال، ليبدأ كعادته بعمليات التحشيد وتوجيه البوصلة إلى الأمريكيين لاستعطاف الشارع وامتصاص غضبه، هكذا يتصور المخرج لأزمته، على الأقل في هذه المرحلة التي تشهد موجة عكسية على نحو يخالف الهوى الإيراني.

فضائح الحرس الثوري تطفو على السطح

في ظل تعاقب الأحداث والتطورات في المشهد الإيراني، يفتح مهدي كروبي القابع تحت الإقامة الجبرية في منزله منذ أعوام ملف خامنئي الأسود في تغطية جرائم الحرس الثوري الإرهابي التي ارتكبها منذ تأسيسه وآخرها كان جريمة إسقاط الطائرة الأوكرانية، وتغطية خامنئي على تلك الجرائم، تعكس ضعفه وعدم كفاءته للقيادة وتحمل المسؤولية، فهو خاضع لإملاءات جنرالات الحرس ونزواتهم العسكرية واستبدادهم. المظاهرات والهتافات الطلابية التي خرجت أصبحت تشكل منعطفا مهما في تحديد مصير النظام والحرس الذين لم يعودا قادرين على ممارسة القمع الإجرامي والمجازر التي مارساها قبل شهرين في طهران، لأنهم بعد ارتكابهم جريمة ضرب الطائرة المدنية باتوا في موقف ضعيف وبائس وحالة القوة التي كانوا عليها تلاشت، فما قبل إسقاط الطائرة ليس كما بعده.

إجراء قانوني ضد إيران

قال وزير خارجية أوكرانيا، إن الدول الخمس التي قُتل رعايا لها في طائرة أسقطتها إيران الأسبوع الماضي ستجتمع في لندن يوم الخميس لبحث اتخاذ إجراء قانوني. وقال فاديم بريستايكو على هامش زيارة يقوم بها لسنغافورة، أمس، إن الدول الخمس ستبحث التعويضات والتحقيق في الواقعة، وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 شخصا عندما تحطمت يوم الأربعاء بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران. وقال بريستايكو، إن تصريح إيران بأن الطائرة حلقت قرب موقع عسكري حساس «هراء».

5 عوامل لبقاء الأزمة الأمريكية الإيرانية

محاولة إيران الحد من الأضرار في الداخل وليس تخفيف التوتر مع واشنطن

بقاء السياسة الأمريكية كما هي فيما يخص العقوبات والضغط على طهران

أهداف إيران الاستراتيجية لا تزال كما هي

تناقضات في موقف العراق وإصرار أمريكا على البقاء

الاتفاق النووي الإيراني مهدد ولن تقبل به واشنطن إلا بشروطها