عرضت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أهم إصداراتها التي تؤرخ وتوثق العلاقات السعودية اليابانية، عبر كتاب للرحالة والباحث الياباني تاكيشي سوزوكي، الذي دخل الإسلام وحمل اسم «الحاج محمد صالح»، وهو واحد من اليابانيين الذين زاروا المملكة وعاد إلى بلده ليسجل خواطره وذكرياته الجميلة في المملكة، ولقاءه مع الملك عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله.

أدب الرحلات

ألف سوزوكي كتابه «ياباني في مكة»، وهو يندرج تحت أدب الرحلات الياباني، وقد اعتنق الإسلام بعد أن عاش بين المسلمين في جزر إندونيسيا عدة سنوات، وأدى مناسك الحج 3 مرات بين 1935 - 1938، وألف كتابه بعد رحلة الحج الثالثة وأصدره باليابانية عام 1943 بعنوان «الحج إلى مكة المكرمة»

معارف

يتضمن كتاب تاكيشي سوزوكي جملة من الثقافات والمعارف التي تصور كثيرا من العادات والتقاليد الاجتماعية وقت زيارته المملكة، بين فئات المجتمع السعودي وطبقاته، ووضع الرجال والنساء في المجتمع، ولم تخل رحلته من ذكر رجال الدولة والعلماء، وعلى رأسهم مؤسس المملكة الحديثة الملك عبدالعزيز، يرحمه الله.

ووصف الباحث الياباني رحلة الحج، ورسم صورة للملك عبدالعزيز الذي شاهده عن قرب والتقى به، وقد خصه الملك دون غيره من الحجاج باللقاء أطول وقت ممكن، فرسم للملك صورة دقيقة الملامح، جميلة القسمات، وقد كتب عن حياة الملك عبدالعزيز الأولى، وعن كفاحه حتى استرد ملك آبائه وتمكن من توحيد أجزاء البلاد، وتأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة.

لقاء مع المؤسس

من بين وصفه للقاء الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود مع حجاج بيت الله المعمور، يصف تاكيشي سوزوكي اللقاء «جاء الناس للقاء الملك ابن سعود والسلام عليه، كانوا جميعا في ملابس جميلة، وهم يمثلون مختلف بلاد العالم، كانت ملابسهم وأزياؤهم المختلفة الأشكال والألوان عجيبة جدا بالنسبة لنا، لكن يبدو أنها غالية جدا، وتنوعت هذه الأزياء: الإفريقية، والهندية، والإندونيسية، والأفغانية، وغيرها، أكثر من 24 وفدا يمثلون أكثر من 24 دولة، يقف هؤلاء الآن في أزيائهم القومية كما لو كنا في معرض للقوميات ومعرض للأزياء أيضا».

خيمة

يصف سوزوكي الخيمة التي جرى فيها اللقاء بأنها تتضمن 100 مقعد «ولا يمكن أن أتصور جمال السجادة الحمراء المفروشة على الرمال داخل هذه الخيمة، كان لون السجادة يتماشى تماما ويتناسب مع قماش الخيمة الأخضر من فوقنا»، كما وصف الباحث الياباني أزياء الجنود وملابسهم النجدية العسكرية التقليدية، فيما وصف لقاءه بالملك عبدالعزيز بقوله «الملك العظيم الذي أنجبته جزيرة العرب.. الآن يمكن أن أشعر بحرارة يد هذا الإنسان العظيم.. حين صافحته انهمرت الدموع من عيني، غلبت مشاعري عليّ، لم أتمالك نفسي، لم أستطع أن أدقق في وجه الملك، فقد غطت الدموع وجهي، بما في ذلك عيناي».

ويواصل سوزوكي وصف لقائه بالملك المؤسس، رحمه الله، «سحب الملك يده بهدوء وأمر الحارس الذي يقف بجواره أن يبتعد قليلا، وأوقفنا بجواره على يساره، ومن هذا المكان وعلى هذا الوضع كنا نشاهد الضيوف الذين قدموا للسلام على الملك».

أهمية

تحدث الباحث الياباني عن شخصية الملك عبدالعزيز آل سعود، مبينا أهمية هذه الشخصية التي أسست وطنا وصنعت كيانا له حضوره ومكانته الشامخة، قائلا «يمكن أن أقول بكل ثقة، إن هذا الإنسان بطل منذ أن كان صغيرا، عاش حياة كلها كفاح مستمر ونضال لم يتوقف، حتى وأنا أكتب هذه الجملة أريد أن أتطلع إلى يدي اليمنى التي لمست يده وصافحته، لا يمكن أن أتمالك نفسي عن التفكير في تلك اللحظات، كانت يده قدر يدي مرتين، كانت آثار وعلامات الكفاح والنضال لا تزال واضحة للعيان على أصابع كفيه، وأتخيل أيضا قمته الفارهة، كان علي أن أرفع رأسي وأشد قامتي إلى أعلى حتى أشاهد وجهه».

تزامن

جاء عرض الكتاب متزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للمملكة، والتي اختتمت أمس، وفيها تعرف أيضا على تراث المملكة وتاريخها، حيث استضافه ولي العهد في مجلس تراثي، وارتدى «الفروة»، كما زار والوفد المرافق العلا، وتعرف على تاريخها.