في خضم أحداث الحياة الصعبة، من الطبيعي جدا أن يشعر الإنسان بالسلبية، ومع ذلك فإن الفائزين في حياتهم هم أولئك الذين ينظرون إلى الجانب المشرق، النصف الممتلئ من الكأس. في أحد المستشفيات كان هناك رجلان مصابان بمرض خطير، كانت الممرضة تسمح للرجل الأقرب من النافذة بالجلوس من أجل المساعدة في تجفيف السائل في رئتيه، أما الآخر فهو يقضي كل وقته ممددا على ظهره بلا حراك.

كما يمكنك أن تتخيل مع القليل لتفعله، سيتحدث الرجلان لساعات وساعات لقد تحدثا عن عائلتيها ومنزليهما وحياتهما في الجيش، ومكان سفرهما، وفي كل يوم كان الرجل الجالس بعيداً عن النافذة يتوق إلى الساعة التي يكون فيها زميله في الغرفة قادراً على الجلوس، كي يصف تفاصيل العالم خارج غرفتهما، كان يتحدث عن الأطفال الذين يلعبون، وعن الحيوانات التي تتجول بسلام، وعن الأسر السعيدة التي تجلس في الحديقة.

للأسف بعد شهور مات الرجل الأقرب إلى النافذة أثناء نومه. بعد إخراج جسده من الغرفة ومضي بعض الوقت، سأل الرجل الآخر عما إذا كان يمكن أن يأخذ السرير الذي كان إلى جوار النافذة. كانت الممرضة سعيدة بهذا الأمر، قام الرجل ببطء وبألم شديد حتى يتمكن من إلقاء نظرة أولى على العالم خارج غرفة المستشفى، العالم الذي وصفه صديقه الراحل. نعم أثار استياءه أن المنظر لم يكن نابضًا بالحياة كما قيل له، في الواقع فقد كانت النافذة تواجه جدارا فارغا لا أكثر.

أحس الرجل بالضيق ودعا الممرضة كي تشرح الموقف «لماذا كان يكذب علي؟» سأل الممرضة، بعد التفكير للحظة نظرت إليه الممرضة وقالت «ربما أراد أن يشجعك». ينبغي أن يكون هذا درسا لنا جميعًا، أن نغض النظر عن كل سيئ حولنا، يمكننا أن نشاهد الجانب المضيء من كل موقف، كان من الممكن أن يصف الرجل الموجود في القصة الجدار الطيني الذي يقف خارج النافذة، لكنه بدلاً من ذلك اختار أن يشاطر زميله كل ما يتخيله من سعادة وهناء وفرح.