قد تكون مشكلة بعض الشباب هي سرعة تصديق أي معلومة دون التحري عن صدقيتها، إننا الآن في حرب تستهدف العقول، وهي الحرب الرئيسية ضدنا وتسعى إلى تضليله وإحباطه، وذلك من خلال الحرب النفسية، على أن تتوفر مهارات التمييز بين الحقائق والشائعات، إدراك معايير التمييز سينتج عنه تحول في طريقة التفكير، والتي تبدأ بالتحقق من مدى صحة المعلومة من مصادرها في إطار الحرص على الوطن، بالرغم من أن شبكات التواصل الاجتماعي أسهمت في ظهور «المواطن الصحفي»، فإن عدم توثيق الأخبار وصعوبة التحقق من صحتها، وسلامة مصادرها، قد أسهم في جعل شبكات التواصل الاجتماعي أداة فاعلة في نشر الشائعات، وسهولة تداولها ومن ثم تصديقها والاعتقاد بصحتها، وبناء الأفكار والرؤى على أساسها. ومن أهم مخاطر الشائعات التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على المجتمع، هي التحريف للحقائق والتزييف وهدم الرموز، ومن ثم زعزعة الاستقرار في المجتمع وإثارة الفتن، وهو ما نلمسه في واقعنا من تصديق المستخدمين لأي خبر. ومن وجهة نظري البسيطة أن الجامعات ما زالت مقصرة فيما يتعلق بالشباب، والارتقاء بعقولهم وفق المتغيرات في العالم، نريد كل سنة تقوم جامعة من الجامعات بعمل ندوات للشباب، أو أي مشروع يهدف إلى تحصين الشباب وتطوير عقولهم.. لذلك:

- تقتضي الضرورة أن تقوم الجامعات بإطلاق مشروع تطوير العقل السعودي للنهوض بطريقة تفكير الشباب، والارتقاء بعقلياتهم ليصبحوا قادرين على مواجهة هذه الحرب الخطيرة، والتفكير بعقلانية والتمييز بين الأشياء.

- تقتضي الضرورة التحصن بالعقلية النقدية ضد كل أعداء الوطن، وهم لديهم القدرة على اختراق العقول من خلال الشائعات والأخبار المزيفة، موضحا أن وجود معلومات مغلوطة دون التحري عن مدى صحتها ومصادرها يُعد مشكلة حقيقية، وأهمية الحس الوطني في النشر، وأن يتسلح الشباب بالعقل النقدي الواعي المؤهل، والقادر على مواجهة حروب الجيل الرابع، والشائعات والحروب النفسية، والتفريق بين الحق والباطل.

الشباب هو الجيل المستهدف من حرب ضارية تهدف إلى القضاء على هويته، هزيمة العقل أخطر من هزيمة السلاح.

وسائل الإعلام الجديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تملك درجة كبيرة من التأثير، وأن القائم بالاتصال أصبح لديه القدرة على رؤية ومعرفة ما يحتاجه القارئ، كما أصبح من السهل توفير المعلومات في دقائق معدودة مع صياغة جذابة للرسالة الإعلامية.

أخيرا، الإشاعات قد تلعب دورا كبيرا في فقدان الثقة بمؤسسات الدولة، ويصبح الشباب رهينة لمن يملك المعلومات، ومع ذلك ثقتنا في شبابنا ما زالت كبيرة، ولله الحمد.