مع تعثّر تشكيل حكومة وازدياد حدّة الأزمة الاقتصادية والمالية، تزداد نقمة اللبنانيين على الطبقة السياسية والمصارف التي تشهد يوميا إشكالات مع المودعين الراغبين في الحصول على أموالهم في خضم أزمة سيولة حادة تنذر بتصعيد الاحتجاجات. وشهد شارع الحمراء التجاري في بيروت حيث مقر المصرف المركزي ومقرات وفروع عشرات المصارف، مواجهات عنيفة ليلا بين المحتجين الذين كسروا واجهات مصارف وقوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيّل للدموع، وأعلنت توقيف 59 شخصا.

واستمرت عمليات الشغب نحو خمس ساعات، تخللها إلقاء المتظاهرين الحجارة على قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيّل للدموع بكثافة، فيما عالج الصليب الأحمر اللبناني وفق ما قال متحدث باسمه أمس 37 جريحا من مدنيين وعسكريين، تم نقل ثلاثة مدنيين منهم إلى المستشفى للعلاج.

توقيف 59

وأفادت في بيان أمس «توقيف 59 مشتبها به في أعمال شغب واعتداءات»، مما أثار غضب المتظاهرين وأفراد عائلاتهم الذين تجمعوا أمام ثكنة عسكرية احتُجزوا فيها، وحصلت حالات تدافع مع قوات الأمن. وتمّ إطلاق سراح عدد قليل منهم بعد التحقيق معهم، وفق ناشطين.

الحريري يندد

وندد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، سعد الحريري، بهجوم شارع الحمرا في بيروت، رافضا أن يكون شاهد زور على أعمال مشبوهة، وأن يكون على رأس حكومة لتغطية أعمال مرفوضة.

وكتب في سلسلة تغريدات على موقع «تويتر»، «الهجمة التي تعرّض لها شارع الحمرا غير مقبولة تحت أي شعار من الشعارات، وهي هجمة لا أريد تحميلها لثورة الناس وغضبهم تجاه المصارف، ولكنها كانت لطخة سوداء في جبين أي جهة أو شخص يقوم بتبريرها وتغطيتها».

كما انتقد المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في تغريدة، أمس، أداء السياسيين الذين «يتفرجون على انهيار الاقتصاد» على وقع «تصاعد الاحتجاجات الغاضبة»، وخاطبهم بالقول «أيها السياسيون لا تلوموا الناس، بل لوموا أنفسكم على هذه الفوضى الخطيرة».