فيما يجلس الأطفال بالساعات لمشاهدة محتوى اليوتيوب عبر أجهزة التلفاز الحديثة أو أجهزة الجوال وفي ظل غياب متابعة بعض الأسر دون علمهم بما يشاهده أطفالهم من المحتوى الإيجابي أو السلبي. ذكر التربوي محمد آل سعد، أن غياب رقابة الأهل عن متابعة ما يشاهده أبناؤهم على اليوتيوب أمر في غاية الخطورة وقد يعرّض شخصية الطفل للكثير من التغيرات السلبية التي قد لا تظهر آثارها إلاّ في مراحل متأخرة، وأضافت الأخصائية النفسية حنان الحربي، أن هناك آثارا سلوكية سلبية ناتجة عنه تتمثل في تعزيز ميول العنف لدى الأطفال والمراهقين، وتراكم المشاعر العدوانية وقتل روح الإبداع والإنتاج.

رقابة تربوية

أوضح آل سعد أن قناة اليوتيوب اليوم أصبحت مصدراً مهماً من مصادر المعرفة التي لا يمكن تجاهلها، وأصبح بإمكان الأطفال أن يزيدوا من درجة احترافيتهم وتقدمهم في الكثير من المجالات الإبداعية وهم لا يزالون في سن مبكرة.

وفيما يختص بالرقابة، تابع قائلا «لا شك أن مسؤولية تنشئة الأطفال تقع على الأسرة، ولكن على المؤسسات التربوية دور مماثل لمسؤولية هذه التنشئة مثل المدرسة ورياض الأطفال وكذلك وسائل الإعلام. ولابد أن يحظى الطفل برقابة واعية من والديه ولا ينبغي أن تكون فقط مجرد منع وتحذير، بل أن تتضمن تصحيح المعلومة الخاطئة أو غير المناسبة والتي لا تتوافق مع ثقافتنا».

مشاهد العنف

أكد مدرب التنمية البشرية محمد آل شريف، أن موقع يوتيوب من أكثر المواقع ارتياداً للأطفال، حيث يؤثر على الأطفال عبر ميولهم من خلال الألعاب أو مشاهد تجذب خياله، الذي بات متعلّقاً بكل ما يخص الشخصيات الكرتونية والإعلانات التي نجد أن أكثرها تكون لألعاب، يجد الطفل نفسه من خلال ضغطة زر قد قام بتثبيتها وبدأ باللعب، وغالباً ما تكون ألعاب عنف وقتل، وقد سمعنا مؤخراً العديد من القصص في هذا الجانب، إضافة إلى أن تلك الألعاب سيطرت على مخيلة الأطفال وسجلت حالات من إيذاء النفس خصوصا بين طلاب المدارس.

ضبط الوقت

ذكرت أستاذة مساعدة بقسم التربية وعلم النفس بجامعة نجران رحمة الغامدي، أن هناك إيجابيات كثيرة أحدثتها التقنيات الحديثة، وأصبح علينا أن نتعامل معها بحيث نتحكم فيها ليستفيد أبناؤنا من إيجابياتها. ومن أبرز تلك التعاملات هي عملية ضبط الوقت، فلابد أن يتم تربية الأطفال عليها ليصبح لديهم إدارة وتحكم في الذات خاصة أن كثرة المشاهدة والمتابعة حتى ولو كان المحتوى جيدا تؤدي إلى الإدمان على الإنترنت مما يفقد الابن لذة أي عمل أو نشاط آخر، وبالتالي تظهر لنا في العيادات النفسية مشكلات مثل الرهاب الاجتماعي.

عزلة اجتماعية

بينت الحربي، أن العديد من الأبحاث أظهرت أن المشاهدة لفترات طويلة تسهم في جعل بعض وظائف الدماغ خاملة، وخاصة بالذاكرة طويلة المدى. وقد يتعرض الأطفال الذين يفرطون في استخدام التقنية للعديد من المشاهد العنيفة التي تتسبب في رفع معدل الإدرينالين ومستويات التوتر لديهم، وذلك لعدم قدرتهم على تمييز حقيقة ما يشاهدونه. وتتسبب في انعزال اجتماعي.

حلول تقنية

ذكر الخبير التقني طارق الجاسر، أن التقنية وفرت كثيرا من الحلول منها رقابة أبوية ومنها تطبيقات بديلة. وأن الحلول التقنية لمنع ظهور المحتوى غير اللائق نوعان، الأول المراقبة الرقمية وهي تفعيل خاصية مراقبة الآباء لأولادهم وهي متوفرة على أنظمة التشغيل عمومًا سواء الهواتف الذكية أو اللوحية وحتى الكمبيوتر، والثانية هي تحميل تطبيقات متخصصة وموجهة للأطفال حيث تتوفر بكثرة فهي تطبيقات يوجد بها قوائم كثيرة وتطبيقات ألعاب مناسبة لأعمار الأطفال إضافة أنها تنمي مهارات الذكاء.

مضيفا أن اليوتيوب قام الآن بتطبيق قانون جديد لحماية الأطفال، ويسعى هذا القانون لتقييد المحتوى ومعرفة المحتوى الموجه للأطفال.

أضرار مشاهدات الأطفال لليوتيوب

- يعرض شخصية الطفل للسلبية.

- تعزيز العنف والعدوان.

- احتواء بعض المقاطع على إيحاءات جنسية.

- المشاهدة لفترات طويلة تجعل وظائف الدماغ خاملة.

- المشاهد العنيفة تتسبب في رفع معدل الإدرينالين.

- قتل روح الإبداع والإنتاج لدى الأطفال.

- العزلة الاجتماعية وقلة التواصل مع الناس.

- ضعف التحصيل الدراسي.

الحلول

01 ـ الرقابة الأسرية

02 - تحميل تطبيقات متخصصة للأطفال.

03 ـ تفعيل خاصية المراقبة المتوفرة على أنظمة تشغيل الأجهزة.

04 - منع الألعاب التي توفر اتصالا مباشرا بالإنترنت بين مجموعة أشخاص.