منح أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، أبطال الحد الجنوبي حيزا كبيرا من وقته وجهده واهتمامه وعنايته، مثلما منح الشهداء أضخم وأكبر فعالية شهدتها منطقة عسير من خلال «صدر الكرامة»، وظهر اهتمام أمير عسير برجال الحد الجنوبي من خلال عدة أوجه مختلفة، لعل أبرزها قيامه بجولات متعددة وزيارات متوالية للحد الجنوبي، لتكشف تلك العلاقة المكانة الخاصة التي يحظى بها المرابطون.

وتعددت زيارات أمير منطقة عسير للأبطال، فضلا عن أحاديثه المتواصلة عن جهودهم وبسالتهم في كل مجلس ومكان ولقاء واجتماع، مشيدا بدورهم البطولي وشجاعتهم وبسالتهم في الدفاع عن وطنهم، مؤكدا أن أعمالهم وتضحياتهم الكبيرة وقفت سدا وحصنا منيعا بعد الله لدحر العدو، ومبينا أن كل ذلك يأتي في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.

وتأتي تلك العلاقة والمودة التي تربط الأمير تركي بن طلال، برجال القوات المسلحة من أمد بعيد، قبل أن يصبح أميرا لمنطقة عسير، حيث عرف عنه التواصل المستمر مع أبطال القوات المسلحة في كافة قطاعاتها.

الأمير تركي بن طلال أحد رجال القوات المسلحة وأبطالها، يثمن ويقدر مواقف وجهود أبطال قواتنا المسلحة، الذين نذروا أنفسهم فداء للدفاع عن دينهم ومليكهم ووطنهم، وكانت زيارة سابقة قام بها للمقدم عبدالرحمن الشواف بأحد مستشفيات العاصمة الرياض في 2017 رسخت مبدأ العلاقة المتينة والمكانة الرفيعة لأبطال قواتنا المسلحة لدى الأمير تركي بن طلال، تلك الزيارة التي كانت للاطمئنان، ولكنها كشفت روح المحبة والتلاحم والألفة، وقام الأمير بخلع البشت الذي يرتديه وأهداه للمقدم ركن الشواف، قائلا له: «أبيك تقبل مني هذا البشت، هذا بشتي وأبوي أعطاني إياه»، تعبيرا منه عن إعجابه بالتضحيات التي قدمها دفاعا عن دينه ثم مليكه ووطنه.

وأكد الأمير تركي أن جرح المقدم الشواف بعد بتر يده اليسرى ليس إصابة، بل هو وسام للشرف والبطولة، مشيدا في الوقت ذاته ببسالة جنود الحد الجنوبي في الدفاع عن وطنهم ودينهم.

وضرب الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أروع أمثلة الوفاء والاحتفاء بشهداء الحد الجنوبي، من خلال إقامة أكبر فعالية شهدتها محافظة محايل عسير، تلك الفعالية التي حققت شيئا من الشيء الكبير من مكانة هؤلاء الشهداء في قلب تركي بن طلال، حيث لم يكتفي أمير عسير بتكريم المتميزين والملهمين الأحياء في منطقة عسير فحسب، بل كان ينظر إلى جانب مشرق آخر لرجال دافعوا عن دينهم ومليكهم ووطنهم ورفعوا شهداء إلى جنات النعيم، هؤلاء الأبطال أراد تركي بن طلال أن يكرمهم ليطلق على الفعالية الضخمة التي تخصهم اسما يليق بها، حيث سُميت بـ«صدر الكرامة»، وقُرر لها أن تستمر 12 يوما، وتضمنت عدة مناشط مختلفة ومشاركة أهالي وذوي الشهداء الذين تم تكريمهم في تلك الاحتفالية الكبيرة، فيما شارك أبطال القوات الجوية بعرض جوي يليق بالمناسبة.

واستحقت محافظة محايل كل هذا الحب والتقدير من مقام أمير عسير، الذي قال عنها «إن محافظة محايل عسير، أرض خصبة للنجاحات، وبما تحقق في «صدر الكرامة» برجالها وأهلها الأوفياء لدينهم ومليكهم ووطنهم، إن التاريخ قد نقش اسم محافظة محايل في صفحة الأمجاد ورصّعها بأسماء شهدائها، واستحقت أن تكون صدرا فسيحا للكرامة».

للجنود البواسل

«وضع رجالنا الأشاوس في حصن من حصون الدفاع عن الوطن في ظل وجود رجال قبل السلاح، يدعو للفخر والاعتزاز بهؤلاء الأبطال ودفاعهم عن الدين ثم الوطن، وردع كل من يحاول المساس بأمن هذه البلاد»

«هؤلاء الأبطال يحمون وطنهم، وهناك حصن داخلي هو شعب المملكة، ويقفون مع وطنهم في لحمة وطنية مع قيادة هذه البلاد المباركة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله»

«هؤلاء الأبطال قدّموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الدفاع عن وطنهم، وطن المقدسات والإباء والشهامة، وحَقَّ لوطنهم وأبنائهم وذويهم أن يفخروا بهم، وأن تُرفع رؤوسهم عاليةً بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون»

«إن الأبطال على الحد الجنوبي والمواطنين في الداخل يدركون أن معهم الله تعالى وخلفهم ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذي يملك عزما لا يلين، وهم لذلك مطمئنون بأن مصير هذه الميليشيا إلى الزوال، وأن المخططات والمؤامرات الإيرانية لزعزعة استقرار المملكة لن تنجح، وسيكون مصيرها الفشل».

«لا خوف على بلادنا إن شاء الله تعالى، فربها وحاميها وناصرها هو الله الذي استخلف ملكها سلمان وعضده محمد لخدمة بيته العتيق ومسجد رسوله الأمين وعموم المسلمين، ولا خوف عليها -إن شاء الله- وهي تعتز بأبطال قواتها العسكرية وشعبها الوفي المخلص، ولا خوف عليها -إن شاء الله- وهي منبع الحق الصامد في وجه منبع الشر والظلام».

«إن ما يقوم به المرابطون على الحد الجنوبي وما سطروه من بطولات وتضحيات هو مصدر فخر للقيادة ولكل مواطن سعودي»

لسكان الحد الجنوبي

«هذه الحشود الغفيرة من المشايخ والأهالي هنا على الحد الجنوبي التفوا جميعا في هذا اليوم العظيم ولاء وانتماء ووفاء للوطن، وتقديرا وعرفانا بالدور الكبير الذي يقوم به أبطالنا رجال الوطن الأشاوس ودرعه الحصين على الحد الجنوبي، للحفاظ على أمنه واستقراره»

«اليوم تقفون على هذا الحد الطاهر من حدودنا الغالية، فمن يعبره أخاً كريماً فلن يجد إلا الكرامة وما يسره.. ومن سوّلت له نفسه غير ذلك فسيجد أمامه أشاوس وسداً منيعا له بالمرصاد»

«إن المدن القريبة من الشريط الحدودي تستعد الآن لاحتفالات عيد الفطر، وهذا دليل على أن مظاهر الحياة طبيعية ولله الحمد»

«أتشرف بأنني أقف في هذا المكان من الحد الجنوبي الأبي ممثلاً لخادم الحرمين الشريفين بين هؤلاء الرجال الأشاوس وهذه القبائل العظيمة، وهذه البهجة والهمة واللحمة الوطنية، ونحن لا نبعد إلا مسافة عشرة كيلومترات فقط من الحد الجنوبي الذي يحميه الجندي السعودي الواقف كالصخرة الصامدة ضد كل معتدٍ على حد الوطن»