سجل تاريخ العشرين من شهر ربيع الآخر لعام ألف وأربعمئة وأربعين للهجرة، انطلاق مسيرة الخير والنماء، التي كانت نقطة التحول الجذري لكافة جوانب التنمية الشاملة في منطقة عسير، ذلك التاريخ الذي يعتبر نقطة ضوء أعلنها صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما أمر بتعيين الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أميرا لمنطقة عسير، لتشهد المنطقة من ذلك اليوم نقلة نوعية وتنموية كبيرة في شتى المجالات، تحت نظر الأمير الشاب الذي يمتلك القدرات الفائقة، استطاع الأمير تركي خلال عام أن يحقق من الإنجازات والمبادرات والاجتماعات المختلفة رقما قياسيا كبيرا تجاوز عدد أيام العام الذي قضاه في عسير لعشرات الأضعاف، هذا الرجل المختلف والمتميز استطاع أن يصنع الإمكانات بدلا من الاعتماد على الإمكانات، مثلما استطاع أن يصنع قيادات من شباب وشابات المنطقة، وأن يوظف قدراتهم ويكشف مواهبهم ويدعم جهودهم بمنحهم الثقة، للسير بوطنهم نحو العالم الأول.

خطوط متوازية

الأمير تركي بن طلال نثر الإبداع في كل مجال فحقق الإنجاز المتوازي، يحترم المواعيد ويقدر الوقت، ويوزعه بطريقة ديناميكية دقيقة، ووضع خطوطا متوازية لتشمل جميع نطاق الخدمات في المنطقة، سواء على مستوى الخدمات الصحية أو التعليمية أو الرياضية أو الاتصالات وغيرها من الخدمات الأخرى المختلفة، لا ينتظر سموه من أحد أن يقدم طلبا للخدمات، بل يبادر لإحضار الوزير والشخص المسؤول ويضعه أمام معاناة الناس لوضع الحلول، تركي بن طلال تجده يتابع مشروعا للطرق هنا، ثم تجده يطلق الورشات التنموية ويدير اللقاءات الثقافية في مكان آخر، ولا يغيب عن المشاركة في مؤتمر أو ندوة تتعلق بعسير، يفتتح المشاريع، ويستقبل الزوار والمواطنين في مكتبه، يزور المرضى ويرفق بكبار السن والمحتاجين، في كل مكان نسمع ونرى ونشاهد الأمير تركي، أحبه الجميع وأحبهم، تجده يشارك المجتمع في أفراحه وأتراحه قريبا من الجميع، يكرر دائما عبارة إصلاح القلوب قبل إصلاح الدروب، يحرص على اللحمة الوطنية وتوحيد الكلمة والصف والسلم المجتمعي، مبادراته الكثيرة والمتميزة أنعشت المنطقة وخلقت الفرق الكبير، وحققت الأهداف المنشودة والغايات المأمولة.

تطوير المهارات

منح الأمير تركي من وقته كثيرا للنهوض بمنطقة عسير في سباق سريع مع الزمن، يؤمن دائما بالعمل الجماعي وروح الفريق الواحد، ويرى أن خلق القدرات وتغيير القناعات وتطوير المهارات، جزء مهم وضروري من أساسيات التغيير، يحرص دائما على سماع الحلول والمبادرات، بدلا من الاتكاء على عكاز المشكلات والمعضلات، وبذلك استطاع أن يسجل الأمير تركي مظاهر مختلفة من الإنجازات المتوالية والمبادرات المتنوعة، والقفزات المتوالية تنمويا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا ورياضيا وإنسانيا، إن مهرجان «صدر الكرامة» في محايل عسير، «ويوم الوطن في عسير» بمناسبة اليوم الوطني، كانا نماذج وطنية ضخمة، لقدرة أمير عسير ومقدرته على أن يجعل الحلم حقيقة وواقعا، وأن يسخر كافة الإمكانات للخروج بمهرجانات على مستوى الوطن الكبير، ولا يمكن التجهيز والإعداد لها إلا على مستوى كبير وضخم بمستوى الأمير تركي بن طلال.

نظرات مستقبلية

لقد تشرفت وأسرتي بزيارة هذا الرجل العزيز علينا إلى منزلي، ووجدناه يحمل هما كبيرا وحلما عظيما للوصول بمنطقة عسير إلى موقعها الذي يجب أن تكون عليه، كان يتحدث عن مشاريع مختلفة ستشهدها المنطقة، وحريصا أن يكون الجميع شركاء في التصور والنهوض بمنطقتهم، يستمع أكثر مما يتكلم، ويهتم كثيرا بما يجده من معلومات جديدة أو مبادرات تصب في مصلحة المنطقة.

إن قاموس الأمير تركي بن طلال لا يعرف الفشل، ولا يستسلم للظروف ولا يتوقف عند أي حدود، بل هو القاموس الفريد الذي يحوي عبارات إيجابية وإشارات تفاؤلية، ونظرات مستقبلية، وخططا مليئة بالنجاح والتميز والأمل الكبير، وقبل الختام إن الحديث عن مسيرة عام مختلف لأمير متميز ومختلف، لا يمكن عرضها أو استعراضها من خلال مقال، ففي هذه اللحظة التي أكتب هذا المقال فيها، يكون الأمير في شأن لخدمة عسير، وفي اللحظة ذاتها يكون هناك منجز أو عمل يسهم أو يشارك فيه تركي بن طلال من أجل عسير، ولذا وقبل الختام أؤكد أن منطقتنا تسير بخطواتها المتسارعة، متجهة إلى مراحل متقدمة، وللموقع الذي يجب أن تكون فيه، فقط كل ما يجب علينا أن نصبر قليلا، وننتظر مستقبلا رائدا ورائعا وباهرا يجعل الجميع ينظرون لعسير أنموذجا، وتصبح مجموعة قصص ترويها الأجيال، وستبقى منطقة عسير تحت مظلة الأمير تركي بن طلال المهندس البارع والقائد الملهم الذي حدد البوصلة ورسم المسار.

* الدكتور سليمان بن عبدالرحمن آل عايض