استطاع تركي بن طلال أن ينعش الاستثمار في عسير، وأن يعيد رجال الأعمال والأموال المهاجرة من المنطقة، ليس من خلال القناعات، بل من خلال مجموعة من الخطوات والإجراءات غير المسبوقة في تاريخ المنطقة، كان من الصعب على أي شخص أن يستطيع تغيير الأفكار المتراكمة، والصورة الذهنية لدى كثير من رجال الأعمال عن الاستثمار في منطقة عسير، فضلا عن جذب المستثمرين إلى المنطقة، إلا ان تركي بن طلال بعقلية المبدع ونظرة الملهم، استطاع طمس تلك الصورة السلبية والبيئة الطاردة، تلك الاستطاعة والقدرة التي امتلكها تركي بن طلال كانت كفيلة خلال مدة زمنية لا تتجاوز بضعة أشهر، أن تعكس صورة وبيئة فعلية على أرض الواقع للاستثمار بكل طمأنينة واستقرار، وتعتبر المرة الأولى التي يجتمع فيها كبار رجال الأعمال تحت سقف واحد، لوضعهم أمام الصورة الواضحة والشفافة حول الاستثمار في عسير والسعي إلى توجيه الدفة إلى عسير، لم يكن ذلك ضربا من خيال، بل حقيقة غيرت المسار في تاريخ عسير للاتجاه نحو شمال حقيقي، من خلال تغيير عقلية العمل الفردي.

لم تكن منطقة عسير اسما في عالم الاستثمار، أو حتى جاذبة أو مشجعة للعمل والاستثمار، ولم تكن شيئا مذكورا، قبل أن يضعها الأمير تركي في موضعها الحالي، ليغير مفهوم البيئة، ويستبدلها بالبيئة الجاذبة والآمنة والمضمونة، مستعيدا أصحاب رؤوس الأموال من المناطق الأخرى.

تسهيل الإجراءات

حرص الأمير تركي بن طلال منذ اليوم الأول لتعيينه نائبا لأمير عسير في حينه، على تغيير تلك الصورة، والبدء في معالجة كثير من المشاريع المعلقة والمرفوضة، وتحسين العلاقة بين رجال الأعمال أنفسهم والجهات الحكومية، وتذليل العقبات، وخلال أقل من شهرين تمكن بكل جدارة، أن يغير الانطباع والمفهوم لدى رجال الأعمال أولا، ثم لدى المسؤولين، ليضع الجميع على مسار مشترك واحد لنمو وتطوير ونهوض عسير.

تعزيز الاستثمار

من أجل وقوف الأمير تركي بن طلال على الحقيقة، وبعيدا عن انطباعات الأفراد التي قد تكون مبنية على مصالح شخصية أو أغراض منفعية، ومن أجل أن يضع الأمير أمامه تصورا واضحا لبناء سياسة مستقبلية صحيحة وسليمة للاستثمار في المنطقة، وبعيدا عن الاعتماد على آراء فردية، قرر عمل ورشة استضافتها المنطقة تحت مسمى «ورشة تعزيز الاستثمار في عسير، وتعتبر أول خطواته في عسير لتصحيح المسار الاستثماري، وقام بإحضار كل الأطراف المعنية تجاوز عددهم المئة شخص، وكانت الورشة لمدة يومين من أجل السماع منهم عن السبب الذي جعل بيئة الاستثمار في عسير غير جاذبة، ومن أجل أن تتضح الصورة بدلا من الجلوس مع كل شخص بمفرده، جلس الجميع موزعين على مجموعات، وكانت ورشة تدار من قبل معهد الإدارة ورئيس المعهد شخصيا هو من أدارها.

توصيات النجاح

تم الخروج من تلك الورشة بتوصيات وضعت يدها على الجرح، وتم التوجه إلى الجهة المعنية في الدولة وهي وزارة التجارة، والتقى الأمير تركي بوزير التجارة وأبلغه بضرورة تغيير الصورة، وأنه يجب أن تكون البيئة جاذبة فعليا في عسير، وجرى تكليف هيئة الاستثمار الداخلي والأجنبي وهيئة المنشآت الصغيرة.

مذكرة تفاهم

لم يقف حرص الأمير تركي على إنجاح هذا المشروع عند ذلك، بل قام بعد ذلك بعدة خطوات متتالية أولها مذكرة تفاهم مع «ساقيا» هيئة الاستثمار، وهناك عدة إجراءات في هذا الموضوع من أجل المساعدة في المشاريع الاقتصادية في القطاع الخاص المتعثر، وكيف يمكن حلها.

غرفة عمليات

للمرة الأولى في منطقة عسير تم تأسيس غرفة عمليات موحدة في أمانة منطقة عسير مهمتها تحديد مسار للمستثمر، عندما يحضر إلى عسير ليكون الاتجاه أمامه واضحا، بدلا من الآليات السابقة التي كنت مبهمة وغير معروفة ومعقدة.

استعادة الأموال

بعد قيام الأمير تركي بن طلال بعدة خطوات وإجراءات رئيسية، وترتيبات وتنظيمات أساسية لوضع خطة إستراتيجية للاستثمار في عسير، نظر إلى مسافة أبعد من كل ذلك، تخص رجال الأعمال الذين يعتبرون هم حجر الزاوية، وقوة الاقتصاد في المنطقة، وبادر إلى عقد لقاء مع رجال الأعمال الكبار في المنطقة، من أجل إعادة الذين هاجروا لخارج عسير، ومن أجل إيضاح الفرص الجديدة التي تشجع على العودة، والتقى الأمير تركي معهم وكانوا قرابة الـ11 من كبار الأعمال، الذين يعتبرون بمثابة القدامى ولديهم قدرات مالية عالية، وسمعة طيبة في السوق، وجرى اللقاء بهم وكان الحضور في مقام الإمارة.

شراكة استثمارية

أوضح الأمير تركي لرجال الأعمال التوجه الذي يتم حاليا المسير فيه، وقال لهم: من الآن وصاعدا أنتم شركاؤنا، لا بد من حضوركم كل المناسبات في المنطقة، ستكونون في مقدمة الحضور، وسنأخذ رأيكم في أي قرار يمس الاستثمار في المنطقة، وستكونون معنا في ورش العمل، وهذه أرقامي الخاصة أي شيء يواجهكم نحن شركاء، وبعد ذلك نلتقي بهيئة الاستثمار من أجل توضيح الإجراءات التنفيذية التي ستحدث.

استقطاب المطاعم الشهيرة

افتقرت منطقة عسير إلى ما قبل وصول الأمير تركي بن طلال مسؤولا فيها إلى وجود مطاعم على درجة عالية أو حتى متوسطة، لذا قام بزيارات متتالية إلى المناطق والمدن الكبيرة، والتقى في مدينة جدة عددا من ملاك المطاعم الشهيرة، ووضح لهم هدف الدولة واتفق معهم على الحضور إلى عسير.

مطاعم البيك

حلم منطقة عسير في وصول مطاعم البيك حققه تركي بن طلال، حيث لم يكن هناك أي بوادر لتواجد تلك السلسلة من المطاعم للعمل في عسير، قبل أن يتدخل الأمير تركي بن طلال، وبدأ البيك كخطوة تسبق خطوات العديد من المطاعم الكبيرة في المنطقة.

عمل مشترك

بروح الفريق الواحد استطاع تركي بن طلال أن يصحح الأوضاع الداخلية للمنطقة، ولذا فإن الإجراءات اختلفت وأصبح الجميع على قلب رجل واحد، وأصبح العمل تكامليا بين الإمارة والأمانة وهيئة تطوير المنطقة.